الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 21 نوفمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سرير يعقوب
"فسجد إسرائيل على رأس السرير"
(تك 47: 31 )
في أيام يعقوب الأخيرة كان لسريره وضع خاص متميز، بل أننا نقول لقد كان سرير يعقوب جزءاً من حياته في ذلك الوقت إذ لم يكن يغادره إلا قليلاً بسبب المرض والشيخوخة. فهناك على رأس السرير، سجد إسرائيل شاكراً إذ ستتحقق له أمنية غالية وهى دفنه في تلك الأرض التي رأى بالإيمان أنها ستمتلئ يوماً بالملايين من نسله عندما يفتقدهم الرب من أرض مصر، ويعود بهم إلى هناك. إن الإيمان والرجاء يتطلعان لذلك المكان الذي سيمتلئ يوماً بالملايين من القديسين على مرّ العصور، يوم أن يدخل بنا المسيح يسوع إلى بيت أبيه وأبينا. أليس في هذا مادة للسجود ولو على رأس السرير؟

ثم ماذا عن خبر مجيء يوسف لزيارة أبيه المريض؟ "فأُخبر يعقوب أن "يوسف قادم إليك" (تك 48: 2 ) "فتشدد إسرائيل وجلس على السرير". إن هذا الخبر شدد عظام يعقوب وأنعش روحه فتقوَّى وجلس على السرير انتظاراً وشوقاً لمجيء المحبوب.

فعندما يهمس الروح القدس في قلوب مَنْ وهنت قواهم إذ تمكن المرض من أجسادهم "المسيح قادم إليك" أليس في هذا الصوت تشديداً للإيمان وفرحاً للرجاء، فإن كان خبر مجيء يوسف قد شدد يعقوب فجلس على سريره، لكن في يوم قريب قادم سيأتي الرب بنفسه من السماء، عندئذ سيودع جميع طريحي الفراش أسرّتهم إلى الأبد، إذ ستُفتدى الأجساد وسيغيب الجسد الترابي بلا رجعة فقد صارت له قوة حياة لا تزول ولا يعتريها الضعف لأننا سنكون على صورة جسد المسيح المجيدة، بحسب عمل استطاعته أن يُخضع لنفسه كل شيء (فى3: 21) .

لكننا نرى إسرائيل في هذا المشهد الختامي البديع، فمن على سريره يبارك كل واحد بحسب بركته لهم، ثم عندما فرغ من توصية بنيه تمدد على السرير حيث ضم رجليه معاً إلى السرير مستريحاً (تك 49: 33 ) . فقد انتهت رحلة الجهاد والسعي بضم الرجلين معاً، ها هو يعلن عن توقف مسيرة الجهاد وكل أنواع الصراع مع الله، مع الناس، مع الأمراض، وفى هدوء شديد وبسلام عجيب أودع الشيخ الوقور نفسه لله على رجاء نوال وعد الحياة التي في المسيح يسوع (تك 49: 33 ) .

جوزيف وسلى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net