الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 22 ديسمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أتقياء العالم القديم
"الذي في الأجيال الماضية ترك جميع الأمم يسلكون ..مع أنه لم يترك نفسه بلا شاهد"
(أع 14: 16 ، 17)
قبل الطوفان والعهد الإبراهيمي، كان لله شعب على الأرض يعيش بالإيمان. وهابيل الشهيد الأول، وأخنوخ السابع من آدم، ونوح الكارز بالبر، هم الثلاثة الشهود الذين يدوِّن لنا الوحي حياتهم من بين رجال تلك الحقبة القديمة من التاريخ أي عالم ما قبل الطوفان.

وفى هابيل نرى ذبيحة الإيمان وعبادته المقبولة. وفى أخنوخ نرى سلوك الإيمان وصعوده الظافر المنتصر. وفى نوح نرى طاعة الإيمان وشهادته الوقورة الصابرة المثابرة. وهذه الناحية وحدها - ناحية النعمة في إيمان هؤلاء الرجال الأفاضل هي تركيز الكاتب في الإصحاح إلحادي عشر من العبرانيين.

إن هابيل وأخنوخ ونوح هم رمز مثلث للمسيح له المجد من جهة، وللمؤمن من جهة أخرى. فيسوع هو الصديق أو البار الحقيقي، الراعي والـحَمَل، الشهيد والشاهد الأمين. هو الذي قُتل وذاق الموت لأنه كان قدوساً وأخوته كانوا أشراراً.

ولكن يسوع الذي مات، هو أيضاً مثل أخنوخ الذي بعد سلوكه وسيره مع الله، أُخذ إلى الدوائر السماوية وهو الآن يحيا لله. كذلك يسوع هو مثل نوح الذي يخلـِّص أهل بيته حتى لا تصلهم دينونة الخطاة الفجار ولكنهم يسكنون آمنين في ستر العلي.

وإن كان لنا نحن إيمان هابيل في حَمَل الله، فإن تاريخ حياتنا وموتنا يمكن أن يتلخص في تاريخ هابيل - خاطئ اتكل على الذبيحة وقُبل ودخل السماء بالإيمان بدم الكفارة. وإن سمح لنا باستمرار حياتنا فإننا كأخنوخ نسير مع الله الذي هو نورنا وقوتنا وتعزيتنا وفرحنا. وإذ نسير معه نرضيه بغض النظر عن جميع نقائصنا وتقصيراتنا، وسيرتنا تكون في السماء. وعندما يأتي المسيح نؤخذ إلى فوق بالقوة الإلهية ونُنقذ في لحظة وطرفة عين من تجارب الأرض وعبودية الموت، وإذ نتطلع مثل نوح إلى تتميم الكلمة النبوية، وإذ نكون ممتلكين في أنفسنا البر الذي بالإيمان، نشهد وننادى للعالم: اهربوا من الغضب الآتي.

أدولف سافير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net