مَنْ هو الذي يقول هذا؟ إنه مُبدع الكون القدير. تأملي يا نفسي في هذا اللغز العجيب واخشعي! وكلمة دودة نطقها العبري "تولع" وهو اسم أحد قضاة إسرائيل
(قض 10: 1 )
ويعتبر رمزاً لقاضى إسرائيل الحقيقي لكن المرفوض
(قض 10: 1 )
. ويُستخدم هذا الاسم للتعبير عن ديدان صغيرة حمراء اللون، تُجمع بهز الشجر الذي توجد فيه، وعندما تُسحق تلك الديدان تتخضب تماماً بالدم القاني، مما يذكرنا برجل الأحزان الذي لأجلنا كان دامى الرأس والظهر واليدين والرجلين والجنب، وذلك من آثار الشوك والسياط والمسامير والحربة. أما سحق تلك الديدان فكان يعطى أفخر الصبغات الحمراء الزاهية، والتي يُشار إليها في نبوة إشعياء باسم "الدودي" أو "القرمز"
(قض 10: 1 )
. ولقد كانت هذه الصبغة مُكلفة وغالية، وكان يُصنع منها ثياب الملوك والأمراء. وهكذا سُحق ربنا تبارك اسمه حتى نلبس نحن المجد والبهاء.
عندما مات شاول الملك، رثاه داود بالقول "يا بنات أورشليم ابكين شاول الذي ألبسكن قرمزاً بالتنعم"
(2صم 1: 24 )
لكن الواقع أنه ليس شاول هو الذي عزز بنات أورشليم (قارن1صم8: 13)، بل إن الذي كسانا بالعز حقاً هو المسيح.
لقد قبل ذلك المجيد - الذي تتعبد له الملائكة - أن يتألم وأن يُهان من أجلنا حتى ما نرتدي نحن الـحُلة الأولى. قَبِل أن يُسحق من أجل آثامنا. وهل هناك صعوبة في سحق دودة؟! أيحتاج ذلك إلى قوة أو جبروت؟! والرب تبارك اسمه ارتضى أن يكون كذلك. ومع أن بيلاطس قال عنه في المحاكمة "هوذا الإنسان" لكنه وهو معلق فوق الصليب يقول عن نفسه "أما أنا فدودة لا إنسان"!
يقول الوحي "وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا .. أما الرب فسرّ بأن يسحقه بالـحَزَن" (إش 53: 5 ، 10) لكننا نرى كيف أن الشيطان استخدم البشر جميعهم في سحق رجل الأحزان ربنا يسوع المسيح، فتمت الكلمات التي كان الرب الإله قد قالها في الجنة للحية "أضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنتِ تسحقين عقبه"
(إش 53: 5 )
.