الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 12 إبريل 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كيف يتبرر الإنسان؟
"لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه"
(2كو 5: 21 )
بالنعمة وحدها ارتضى المسيح أن يكون ذبيحة خطية عند الله من أجل الإنسان، لكي يصير المؤمن به متبرراً عند الله. نعم يصير بر الله في المسيح. انظروه عند بئر السامرة وقد أتت إليه نفس خاطئة في ساعة من النهار وحدها، فكلمها بالنعمة والمحبة ليفتح قلبها ويمتعها بالخلاص. في تلك الحادثة الحقيقية نرى ليس بر الإنسان عند الله، لأنه لم يكن هناك هذا البر، بل بر الله للإنسان، لأن المسيح مجَّد الله من جهة الخطية.

لقد تألم وهو البار من أجل الأثمة، وكان عمله على الصليب تاماً وكاملاً. وإن كان الله قد قبل تلك السامرية، فذلك لأن المسيح دفع الغرامة الواجبة عن خطاياها وحملها بعيداً إلى حيث لا تُذكر فيما بعد. وإن كنت في خطاياي أرهب الوقفة أمام الله القدوس، فالمسيح ينادى أمثالي قائلاً : إن مصالحاً قدوساً ومُحباً وقف بينكم وبين الله. والمحبة الصادقة تتلاقى مع كل مَنْ يطلبها، هذا هو عين ما فعله الله في المسيح، سكب محبته حيث وجدت الحاجة إليها.

لقد جاء يوحنا المعمدان في طريق البر (جاء يطلب من الإنسان براً) لكن الله جاء في المسيح حيث كانت الخطية لكي يرفعها ويسبغ على كل مَنّ يؤمن بالمسيح بره. هذا ما تفعله النعمة؛ إنها تسمو فوق الخطية. وفى اللحظة التي فيها أقترب إلى الله بهذه الطريقة مؤمناً بالمسيح، أجد إنني بلا خطايا، وأجد أن المسيح هو الذي حملها عنى لكي يمحوها. وبالنعمة وحدها أجد نعمتي خارج هذه الخطايا، لقد تألم بخصوصها. ومن أجل هذا العمل صار المسيح أهلاً لأن يجلس في يمين الله. وأنا أجد الحق قد دخل إلى المخادع الداخلية في نعمتي، والمسيح قد صار لي براً. فإن كنت بحسب الطبيعة هالكاً تماماً، أجد أنني لهذا السبب عينه قد صار المسيح مخلـّصاً لي.

ليتك تصدق أيها القارئ ما عمله المسيح من أجلك لما تألم على الصليب تحت دينونة الله. لقد تألم في مكانك بدلاً عنك ومسألة الخطية قد سوّيت بينه وبين الله، فهل عرفت الآن "كيف يتبرر الإنسان عند الله؟".

الآن بعمل المسيح لأجلى، قد سويّت مشكلة الخطية، وتبريري في السماء قد ثبت، وبرى هناك لا يتزعزع، والنعمة الآن تملك بالبر للحياة الأبدية بالمسيح يسوع ربنا.

داربى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net