الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 15 مايو 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصلاة اليومية
"دعوتك يارب كل يوم. بسطت إليك يديّ"
(مز 88: 9 )
إذا كان المسيح غرضاً لقلوبنا، عندئذ نشعر بالمصاعب والعقبات، وندرك الحاجة إلى الصلاة أكثر من أولئك الذين ليس المسيح غرضهم. على أنه لم يوجد على وجه البسيطة إنسان كان في روح الصلاة المستمرة مثل ربنا المبارك، والسبب في ذلك أن قلبه كان مملوءاً بالمحبة لله، وهذه المحبة هي التي جعلته متوكلاً على الله بالتمام، وهى التي جعلته رجل الصلاة. وهكذا كلما تعلقت قلوبنا بالمسيح في المجد، كلما اهتممنا بمجده هنا وشعرنا بضعفنا وحاجتنا إليه، بل شعرنا بالمقاومة العنيفة فينا وصرنا رجال الصلاة. أظن أن جميعكم تسلمون أن بولس الرسول فاق جميع القديسين في التعلق بالرب، ولذلك نراه أكثرهم تشبعاً بروح الصلاة، وأني متأكد أنه إذا تعلقت قلوبنا بالمسيح في المجد، تكون النتيجة كثرة الانحناء والجثو أمام عرش النعمة.

واسمحوا لي أن أتكلم معكم قليلاً في بعض النقاط العملية الخاصة بالصلاة؛ فأقول: إن تلاوة الصلوات كعادة، لا فائدة منها. وتكرار بعض أقوال كل يوم باعتبار أنها صلاة، ليست هذه صلاة حقيقية. إننا نقرأ في فيلبى4: 6"في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلم طلباتكم لدى الله"، فكيف نتبع هذا القول، إن كنا نكرر صيغة الصلاة عينها من يوم إلى آخر ومن أسبوع إلى أسبوع. فليس اليوم كالبارحة وليس الغد كاليوم. بل كل يوم له أعواز جديدة نشعر بها إن كانت قلوبنا مع الله. فيجب علينا أن نربى في نفوسنا ثقة الأطفال وبساطتهم عندما نقترب إليه بالصلاة فنُخبره بكل تجارب يومنا وبكل ما نتوقعه من المصاعب في الغد.

ثم أعود وأقول إنه إذا كانت قلوبنا متعلقة بالمسيح، حينئذ ندرك عمق احتياجنا إليه، لأن الإيمان يعمل ارتباطاً بين مجد اسمه وبين كل شيء في حياتنا اليومية، فنشعر بشدة الاحتياج إلى قوة إلهية لكي نمجده في كل شيء. وإذا كنا هنا نشعر بتدريبات أكثر من أولئك الذين قلوبهم أقل حباً للرب، ولكننا نعيش في التمتع بالشركة معه، وعلى ذلك فالمبدأ العام هو أننا كلما تعلقنا بالرب، كلما اتصفنا بالاتضاع والشعور بالضعف، وهذا يقودنا إلى الصلاة اليومية.

كوتس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net