الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 29 سبتمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تثبيت خطواتنا
"أصعدني من جُب الهلاك ... وأقام على صخرة رجليَّ ثبت خطواتي"
(مز 40: 2 )
أعماق حمأة الخطية إلى القمة العالية حيث لا سُحب تغشى أمجاد المسيح المرفّع. ومن بطن الـجُب السحيق - جُب العار والهوان، إلى "صخرة أرفع منى" - هذه هي جذبة النعمة.

هناك في علياء الرضا الإلهي يستطيع مفديو الرب، ولو أنهم في البرية، أن يتغنوا بترنيماتهم الجديدة السماوية، بعيداً عن ضجيج المنازعات الأرضية. هناك بالإيمان يترنمون على عتبات الهناءة الأبدية ولو أنهم فعلاً ليسوا بعد في ما داخل السلام والفرح الأبدي.

لقد أُقيمت أرجلنا على صخرة، لكن لنا أيضاً خطوات نخطوها. وحسن ومقبول أن لا ننزلق بعد إلى طين الحمأة، بل نستقر راسخين على صخر الدهور "الحجر الحي". لكن لا يكفى أن "نقف" دائماً، وإنما الحياة المسيحية وجبت فيها الحركة ويلزم فيها التقدم. والمؤمن ليس تمثالاً مُقاماً، بل هو رحالة يقطع طريقه.

وإن كلمة الرب لنا، كما كانت لإسرائيل قديماً هي "ارتحلوا". وحياة الإيمان هي حركة دائبة إلى الأمام وإلى فوق. حياة اشتياق بأنات إلى هدف مقصود، وارتحال على الأقدام يستلزم الكد والجهد.

ونحن نحتاج إلى مَنْ يهيئ الطريق أمامنا. ولنا فعلاً هذا الرفيق على مدى رحلة الحياة الشاقة. فالله أبونا يثبّت خطوات أولئك الذين يضعون رجاءهم وثقتهم فيه كالإله الحي. وربنا قريب منا ليحفظنا من التعثر والسقوط.

إن تبعنا المسيح في الطريق عن قرب، فلن نعثر ولن نضل. ذراعه ستعضدنا وستقودنا. لقد احتاج الإسرائيليون قديماً إلى الإرشاد في البرية. لكن الرب يهوه أمسك بأيديهم وهدى خطواتهم (إر 31: 32 ) كذلك عندما أخذ الرب يسوع "بيد الأعمى وأخرجه إلى خارج القرية" (إر 31: 32 ) . كانت خطوات ذلك الرجل ثابتة ومطمئنة.

ونحن ألا نحس بحاجتنا إلى لمسة يد من الأعالي؟ وماذا غير يد القدرة الـمُحبة، يستطيع أن يثبّت خطواتنا ويحفظنا راسخين غير متزعزعين مُكثرين في عمل الرب كل حين؟؟

أمسك بيدنا اليمين يا أيهـــا الـــرب المعيـن
قدنا بروحـــك المعين واذكر نفوس الساقطين

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net