الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 7 سبتمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تارح المعطل في حياة إبراهيم
"أخذ تارح أبرام ابنه ولوطاً ابن هاران ابن ابنه .. فخرجوا معاً من أور الكلدانيين"
(تك 11: 31 )
خليق بنا أن نحرص كل الحرص في انتقاء الأشخاص الذين يرافقونا في غربتنا. فإننا قد نبدأ بداية حسنة في الخروج من أور، ولكن إن أخذنا تارح معنا، فلن نتقدم إلى الأمام.

احرص كل الحرص أيها الشاب المسافر إلى الأبدية في انتقاء شريكة حياتك، واحرص كل الحرص أيها التاجر أو الصانع انتقاء شريكك لئلا تختار تارح. ولنحذر جميعاً كل الحذر من روح المهادنة التي تجربنا بالبقاء حيث يريدنا الأحباء أن نبقى.

ألم نسمعهم مراراً يهمسون في آذاننا لماذا التطرف؟ نحن مستعدون للسير معكم إلى حاران فقط. لماذا تفكرون في المسير إلى أبعد من ذلك كجهلاء وأنتم لا تعلمون إلى أين تسيرون؟ وهذه تجربة أشد من المقاومة المكشوفة. إن عواطفنا تستجيب إلى عوامل الضعف رغم المنطق السليم. ونحن إذ ننخدع بإغراءات العالم التي تحاول أن تعطل مسيرنا، قد نعتزم بأن لا نخطو خطوة واحدة إلى الأمام نحو هدفنا البعيد.

فخرج حينئذ من أرض الكلدانيين وسكن في حاران، ومن هناك نقله بعدما مات أبوه إلى الأرض التي أنتم ساكنون فيها" (أع 7: 4 ) . لقد كان الموت سبباً في فك عقاله. كان لا بد أن يموت تارح ليستأنف إبراهيم مسيره في الطريق التي تركها قبلاً.

وهنا قد نجد حلاً لبعض ما استعصى علينا فهمه من أعمال الله معنا التي أربكتنا وحيرت عقولنا كثيراً في الماضي. فنفهم لماذا خابت آمالنا، ولماذا لحقت بنا الخسائر أو لماذا تمرد علينا البنون! فربما كانت كل تلك الأمور سبباً في تعطيل تقدمنا الحقيقي، فاضطر الله- رحمة بنا - أن يمسك السكين بيمينه ويفك عقالنا ويطلق أسرنا لنتمتع بالحرية.

إن محبته العُظمى لنا هي التي كلفته بأن يتألم إذ يوقع علينا الآلام. وهكذا نرى الموت يفتح طريق الحياة. ونحن عندما نجوز القبر، نخرج إلى العالم السعيد - عالم الرجاء والمواعيد التي تنتظرنا.

ف.ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net