الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 22 أكتوبر 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التشبّه بالمسيح
ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف .. نتغير إلى تلك الصورة عينها ( 2كو 3: 18 )
"ناظرين مجد الرب" هذا التعبير ينقصه شيء من قوة وجمال الأصل اليوناني الذي يفيد ليس فقط أننا ننظر إلى المجد، بل أننا نعكس صورته على الآخرين أيضاً - أي أن المسيحي بتفرسه في المجد يستمد شيئاً من أشعته ثم يعكس كالمرآه تلك الأشعة على الآخرين وبذلك يتغير إلى صورة سيده بقوة فاعلية الرب الروح. وهذه هي المسيحية الصحيحة، وأنه من امتياز كل مسيحي أن يمتلئ من الروح القدس ولا ينظر إلى نفسه وظروفه مهما كانت، بل يشخص إلى السماء وينشغل بالإنسان يسوع المسيح الممجد هناك، وبذلك يتغير إلى صورة سيده ويتمثل به عملياً، فيصير مثله في تصرفاته وصفاته.

هذه حقائق ذات قوة عظيمة وفاعلية إلهية، ونراها ظاهرة في تاريخ استفانوس ( أع 7: 55 -60). فبينما نراه مُحاطاً بأشد أنواع الظروف هولاً، وأقوى الأعداء بأساً، وبينما الموت ينشب أظفاره فيه، نراه رغماً عن كل هذه المؤثرات لم تَخُر عزيمته بل كان منشغلاً ومنحصراً في الأمور السماوية. فقد شخص إلى السماء ورأى الرب يسوع، واستمد شيئاً من أشعة المجد المُشرق في وجه سيده المُقام من بين الأموات. ولم يستمد الأشعة لنفسه وكفى، بل عكسها على الذين كانوا حوله. وهو لم يرتفع فقط بتلك الكيفية المُدهشة فوق الظروف التي كانت تُحيط به، بل استطاع أن يُظهر لمضطهديه وداعة المسيح ونعمته.

هذه هي المسيحية العملية الحقيقية - التشبُّه بالمسيح. فها استفانوس مرفوع فوق الظروف والمشغولية بشخصه، لذلك أمكنه أن يتمثل بسيده ويصلي من أجل الذين رجموه وقتلوه. ذلك لأن نظره كان متجهاً إلى المجد حتى تيسّر له أن يأخذ من نوره ويعكسه على نفس الذين قتلوه. لقد كان استفانوس يعكس مجد المسيح عملياً، فلم يكتف بالكلام عن المجد، بل عكسه فعلاً على الآخرين. وقد كان وجهه يتلألأ من شدة لمعان نور ذلك المجد الذي كان على وشك الدخول فيه، فتمكن بقوة الروح القدس أن يحذو حذو سيده المبارك فيردد النَفَس الأخير في الصلاة من أجل قاتليه قائلاً "يا رب لا تُقم لهم هذه الخطية". "وإذ قال هذا رقد". أغمض أجفانه عن مشهد الموت ليفتحها في المجد حيث لا موت، ورقد لكي يدخل ذلك المكان الذي كان موضوع مشغولية وابتهاج نفسه.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net