الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 يونيو 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
توبة داود
ارحمني يا الله حسب رحمتك ... اغسلني فأبيّض أكثر من الثلج.. ( مز 51: 1 ،7)
لا شك أن جريمة داود ضد أوريا كانت جريمة فظيعة جداً. رجل يسند رأسه لينام على باب بيت داود، ومع ذلك يوصي داود بقتله، جريمة مُريعة كان ثقلها جسيماً على ضمير داود إذ رأى نفسه زانياً وقاتلاً أمام الله الطاهر القدوس. نعم نقول أمام الله، فهو قد نسى كل شيء آخر سوى هذا الأمر الواحد الذي نغّص عليه حياته، ومنع النوم عن أجفانه "إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت، لكي تتبرر في أقوالك وتزكو في قضائك". هذا هو الانسحاق الصحيح الذي به يتبرر الله في إدانته العادلة لخطايانا بتقديم الذبيحة الإلهية الكاملة.

قد يقول القارئ: ولكن أنا لم أرتكب جرائم مُريعة مثل هذه، هذا ربما يكون صحيحاً. فأنت ربما لم ترتكب جُرماً ضد أوريا، ولم تقتل حياته بعد أن أسند رأسه لينام بباب بيتك، ولكن ما الذي فعله العالم، الذي نحن جميعاً منه بحسب الطبيعة، بذاك الذي كان مرة على الأرض مملوءاً نعمة وحقاً، الذي مع أنه هو الصانع لكل الأشياء المنظورة وغير المنظورة، لم يكن له أين يسند رأسه؟ هل هناك من فظاعة وقساوة أشد وحشية من القساوة التي تمثلت في صليب ابن الله؟

ما هو موقفك أنت تجاه ابن الله؟ هل تركته خارجاً على الباب، أم فتحت له قلبك وقبلته فيه؟ أوَلم تكن فينا جميعاً هذه الرغائب الشريرة وتلك الشهوة الردية التي أثمرت هذه الأثمار التي نفزع منها؟ أوَليست الطبيعة التي بها حبلت بنا أمهاتنا، هى فاسدة فساداً كاملاً مثل طبيعة داود تماماً؟ ضع الناس أمام الله وانظر إليهم فتراهم جميعاً مذنبين ومحكوماً عليهم بالهلاك والدينونة (رو3).

قد اتخذ داود هذا المركز أمام الله وهو شاعر تمام الشعور بذنبه وخطيته. ولكن ما أعظم الفرق بينه وبين يهوذا الاسخريوطي، ففي يهوذا لم يوجد ولا فكر واحد بحسب قلب الله لأن ندامته كانت ندامة اليأس التي لا رجاء فيها، ولذلك كان نصيبه العذاب الأبدي. وأنت لا يمكن إلا أن تكون لك إحدى حالتين: إما توبة داود، وإما ندامة يهوذا.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net