الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 23 أكتوبر 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خطورة الغِنىَ
فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزيناً ( مت 19: 22 )
إن الإنسان مهما تهذب أخلاقياً، أو ارتقى زمنياً، أو اصطبغ بصبغة دينية، فهو بلا شك يشعر في قرارة نفسه بفراغ عميق، طالما كان بلا مسيح.

وهذا ما نراه في قصة ذلك الشاب الذي جمع بين محاسن الأخلاق ورغد العيش وحفظ الناموس.

إن هذا الشاب أراد بسؤاله للمسيح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية، أن يشتري الحياة الأبدية بمزيد من الأعمال الصالحة. وعليه فإن رب المجد بكل احترام وتوقير للناموس، قال له: أنت تعرف الوصايا .. الخ ( مت 19: 18 ،19) فكانت الإجابة: هذه كلها قد حفظتها منذ حداثتي، فنظر إليه الرب يسوع مشجعاً وأحبه.

وإذ أبدى الشاب في إجابته استعداداً لعمل ما يُطلب منه، قال له الرب: بِعْ كل مالك ووزع على الفقراء. ماذا يعني ذلك؟ إن معناه أن يطبق الشاب ما جاء في الناموس: تحب قريبك كنفسك، فهى ليست وصية جديدة، بل قديمة. ولكن أين ذلك الشاب من تطبيق ذلك عملياً؟ على أن المعلم الصالح الحكيم لم يضع امتحاناً من الناموس فحسب، بل أعطى له مشجعاً بالقول "فيكون لك كنز في السماء"، كما عرض عليه امتيازاً فريداً "وتعال اتبعني". وكأن الرب يمسك بيده مساعداً إياه على اجتياز الامتحان بنجاح. وبالرغم من تلك المشجعات والامتيازات، إلا أن الشاب اغتم على القول ومضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة ( مر 10: 22 ). وهنا يُكشف لنا القلب البشري بما فيه من أنانية، فبالرغم من وجود كثيرين من الفقراء حوله، إلا أن هذا الشاب لم يهتم إلا بنفسه. ولذلك حذر الرب من خطورة الغِنى عندما قال "إن مرور جمل من ثقب إبرة، أيسر من دخول غني إلى ملكوت الله". نعم فالغنى يقود النفس للاستقلال عن الله بما يعطيه للإنسان من إحساس بالأمان الكاذب، فإن ثروة الغني مدينته الحصينة ( أم 10: 15 ).

عزيزي .. هل يحولك الغنى أو غيره من ملذات الحياة عن اهتمامك بحياتك الأبدية التي يعطيها الله هبة مجانية لكل مَنْ يؤمن بابنه يسوع المسيح وكفاية عمله على الصليب. ليتك تأتي إليه سريعاً فتنعم بالخلاص والحياة الأبدية.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net