الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 28 نوفمبر 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جيحزي والشونمية
وكلم أليشع المرأة التي أحيا ابنها قائلاً قومي وانطلقي أنتِ وبيتك وتغربي حيثما تتغربي. لأن الرب قد دعا بجوع فيأتي أيضاً على الأرض سبع سنين ( 2مل 8: 1 )
نرى هنا أنه وإن كان الرب يسمح بجوع نظراً لحالة الشعب المنحطة، إلا أن له عناية خاصة بالأتقياء مدة الجوع، فتتجه نعمة الله مرة أخرى للمرأة الشونمية. فتلك المرأة التقية التي اهتمت برجل الله في أيام الرخاء (2مل4)، تستخدم النعمة رجل الله ليحذرها من ذلك الجوع. وقد طلب منها رجل الله أن تترك الأرض مدة الجوع وتتغرب حيثما تتغرب، وهكذا فعلت.

وفي نهاية السنين السبع رجعت المرأة إلى الأرض ومضت إلى الملك تصرخ إليه ليرُد لها بيتها وحقلها، ولقد وصلت إلى الملك في اللحظة التي كان فيها يتكلم مع جيحزي الذي كان لا يزال معروفاً بهذا الوصف "غلام رجل الله" ( 2مل 8: 4 ). ويظهر أيضاً أن ظروف جيحزي كانت قد تغيرت، فمن سنين مضت اشتهى أن يكون له "زيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوار" والآن عن طريق هذه الممتلكات تسلق درجات السلم الاجتماعي حتى صار في معية الملك. وذات يوم أراد الملك أن يتسلى بسماع "العظائم التي فعلها أليشع" فطلب من جيحزي أن يقصها عليه، فرجع جيحزي بذاكرته إلى الوراء، إلى أيام مُلازمته لرجل الله، وبدأ يقص هذه العظائم.

وفي الواقع لم تكن هذه العظائم لدى جيحزي سوى مجرد معلومات لا أكثر ولا أقل. ولا شك أن الرب استخدم جيحزي هنا وفي هذا الوقت بالذات لرَّد البيت والحقل لهذه المرأة الشونمية، كما استخدم أليشع من قبل لتترك بيتها وحقلها وتتغرب حيثما تتغرب. لكن ما أكبر الفرق بين الحالة التي استُخدم فيها كل منهما. فأليشع استُخدم وهو في تمام الشركة مع الرب، أما جيحزي فاستُخدم كشخص في معية ملك شرير. أليشع تكلم كمن له فكر الرب، أما جيحزي فكان يتكلم كلاماً أملته عليه الظروف والحوادث.

وبينما كان جيحزي يقص على الملك قصة المرأة الشونمية التي احتلت مكاناً هاماً في العظائم التي فعلها أليشع، رأى المرأة قادمة إلى الملك تصرخ إليه ومعها ابنها، ولا شك أن الرب رتب هذه الخطوات بمنتهى الدقة لرد ممتلكات هذه المرأة إليها. وما أجمل أن نشاهد يد الرب تستخدم أُناساً مختلفين، تستخدم أنبياء وعبيداً وملوكاً، ووراء هؤلاء جميعاً يد الرب التي تجعل كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net