الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 7 نوفمبر 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قايين وهابيل
بالإيمان قدَّم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين. فبه شُهد له أنه بار إذ شهد الله لقرابينه. وبه وإن مات يتكلم بعد ( عب 11: 4 )
كانت الخطية قد دخلت إلى العالم وفصلت بين الله القدوس والإنسان الساقط. لكن الإنسان يحتاج إلى مخلص، ومخلص بواسطة الذبيحة، لكي يتسنى له أن يدنو من الله. وهذا ما نجده في هابيل وما قدَّم. لقد عاش هابيل مع أبيه آدم، وسمع منه ورأى بعينيه. فسمع منه عن نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية، ورأى أقمصة من جلد على جسد أبويه، وعلم أن هذه الأقمصة كان الرب الإله قد أعدّها لباساً لهما، ولا بد أن آدم أخبره بأن هذه الأقمصة هي من ذبيحة ذبحها الرب الإله.

فما كان من هابيل، وقد تزوَّد بهذه المعلومات، وامتلأ قلبه بالحنين إلى الله، إلا أن ينتقي من أبكار غنمه ومن سمانها. والشيء العجيب أن يكون قايين سبّاقاً في تقديم قربان للرب من أثمار الأرض التي كان يفلحها بعرق وجهه. وإذ لم يكن له الإيمان عينه، فقد نسى أن الأرض كانت قد لُعنت بسبب آدم بحيث أصبحت تُنتج شوكاً وحسكاً، فكيف يتقدم إلى الرب الإله بما يُخرجه بجهده وعرق وجهه. شبيه به رئيس خبازي فرعون الذي قدّم في السلال الحواري من ثمرة تعبه "من صنعة الخباز" فكانت النتيجة أن الطيور أكلته.

ومن أسف أن العالم يُصادق على ما فعله قايين حتى جعلوه زعيم حزب ديني، كما نقرأ في رسالة يهوذا "طريق قايين" فالله لا يقبل ما فيه رائحة الجسد. وفي التعليمات المُعطاة لحزقيال (حز44) أنه ممنوع على اللاويين أن يكون عليهم صوف، بل يلبسون ثياباً من كتان "ولا يتنطقون بما يعرّق" أي أن رائحة العرق التي هي ثمرة تعب الجسم تُفسد السجود والاقتراب إلى الله. فالرب لا يريد شيئاً من الجسد بل كل ما هو من الله.

لقد تقدم هابيل إلى الله عن الطريق الصحيح، المسيح، فالإيمان ينظر بعين الله الذي لا يريد أن يرى سوى ابنه الذي أرضاه بذبيحة نفسه. وهكذا نظر إلى هابيل وقربانه ولم ينظر إلى قايين وقربانه؛ إن نظرة الله التقديرية كانت هي النار التي نزلت وأكلت ذبيحة هابيل، وتلك هي الشهادة: شهد للذبيحة وقَبِلها. وشهد لهابيل فدعاه باراً.

ومن عجب أن يغتاظ قايين، وممن اغتاظ يا تُرى؟ لا بد أنه اغتاظ من الله، ووجّه الغيظ إلى أخيه فقتله، وتلك نتيجة العبادة الجسدانية: إنها أولاً أنانية، ثم قاتلة.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net