الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 25 إبريل 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَبلِّس ... المزكَىَّ
سلموا على أبلّس المُزكَىَّ في المسيح ( رو 16: 10 )
"أبلّس" أحد المؤمنين في كنيسة رومية، أرسل له الرسول بولس تحياته ووصفه بالقول "المُزكىَّ في المسيح". والزكي هو البريء من الذنب ( 1مل 2: 31 مز 73: 13 رو 14: 18 ) و "زكيت قلبي" أي نقيته فصار طاهراً بريئاً من كل لوم (مز73: 13) والمُزكىَّ هو المشهود لبراءته (رو14: 18).

وأبلس في ذاته ـ كمولود المرأة ـ كيف يزكو أمام الله ( أي 15: 14 أم 20: 9 ) و"مَنْ يقول إني زكيت قلبي تطهرت من خطيتي" (أم20: 9). لكن أبلس يُرىَ هنا كمُزكىّ "في المسيح"؛ فلا نقرأ عنه أنه مُزكَّى من المسيح أو بواسطته (وإن كان هذا صحيحاً) وإنما مُزكَّى "في" المسيح.

أيها الأحباء .. إن خلاصنا وحياتنا، بل في الواقع، كل بركاتنا الروحية لا يعلنها لنا الوحي كأشياء نحصل عليها من المسيح، بل في المسيح ( أف 1: 3 -14). فإنه لا يتسنى لنا أن نتمتع بها بالانفصال عنه كما لو كانت عطايا نستطيع أن نستحوذ عليها ونحملها بعيداً إلى حيث أردنا، بل نتمتع بها فقط بالاتحاد مع شخصه. لذلك فإن الرسول بولس قد اشتهى فوق كل الأشياء أن يوجد في المسيح لأنه فيه وَجَد بره ( في 3: 9 )، والرسول بطرس قد أعلن أنه ليس هناك خلاص في غيره ( أع 4: 12 ). والرسول يوحنا صرَّحَ بأن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه ( 1يو 5: 11 ). فلا يمكن إذاً الحصول على الحياة بعيداً عن المسيح؛ فأولئك الذين لهم المسيح لهم وحدهم الحياة.

ومن ناحية أخرى ليتنا نزكي طريقنا أمامه ( أي 13: 15 ) وذلك بحفظنا كلامه ( مز 119: 9 ) وأن يتم فينا القول: "اجتهد أن تُقيم نفسك لله مُزكَّى عاملاً لا يخزَى مفصلاً كلمة الحق بالاستقامة" ( 2تي 2: 15 ). وأيضاً "لأنه ليس مَنْ مدح نفسه هو المُزكَّى بل مَنْ يمدحه الرب" ( 2كو 10: 18 ) فنكون مرضيين عند الله ومُزكين عند الناس ( رو 14: 18 ).

ويا ليتنا عندما يسمح لنا الرب أن نجتاز في ضيقات وآلام أن نتواضع تحت يد الله القوية لأنه "طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة. لأنه إذا تزكَّى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه" ( يع 1: 12 ) وبالأكثر جداً توجد تزكية إيماننا للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح ( 1بط 1: 5 -7).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net