الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 15 يوليو 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأحقاء الممنطقة بالحق
فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق ( أف 6: 14 )
إن أول جزء في سلاح الله الكامل يتعلق بالحالة الداخلية لنفوسنا. فلا يمكن أن يكون هناك نشاط إلهي إلا إذا كان القلب مستقيماً أمام الله. ربما نعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله، لكن معرفة الحق وحدها لا تنفع، بل لا بد من تطبيق الحق عملياً على الحياة والسلوك، ويجب أن يتحكم الحق في كل حركاتنا وأنشطتنا وفي كل أعمالنا اليومية "علمني يا رب طريقك. أسلك في حقك. وحِّد قلبي لخوف اسمك" ( مز 86: 11 ).

ومن المُسلَّم به أنه لا يوجد حق كامل في العالم إلا كلمة الله. أما بعيداً عنها فلا يوجد إلا الشكوك والظلام والجهل، وأيضاً توجد أفكار عقل الإنسان الذي لا يزيد عن كونه مخلوقاً. أما كلمة الله فهي الإعلان عن الحق وبالتالي فهي تضع كل شيء في مكانه الصحيح. إنها تُخبرنا عن الله كما هو مُعلن في المسيح. وعن محبته للعالم المسكين الهالك. كما تُخبرنا عما هو الإنسان، وما هو الشيطان، وما هي الخطية. كما أنها تُخبرنا عن دينونة الله للخطية ومحبته للإنسان الخاطئ. كل هذا مُعلن في كلمة الله. إن كل مَنْ يسمع كلمة الله ويؤمن بها، يجد فيها ما يُريح ضميره ويُشبع قلبه. ففيها يجد المخلِّص الذي مات لأجله ويتعلم الكثير عنه بإرشاد الروح القدس الساكن فيه.

أما معنى منطقة الأحقاء بالحق، فهو تطبيق هذه الكلمة الحية على القلب والضمير مما يجعل الإنسان الباطن خاضعاً تماماً لتعليم هذه الكلمة. وكلنا نعرف أن الأحقاء هي ذلك الجزء من الجسم الذي يحتاج إلى الشد والتقوية في الصراع والعمل. وكما أن المنطقة على حقوي الإنسان تُكسب جسده قوة ونشاطاً، كذلك درس كلمة الله، فإنه يقوّي وينشط إنساننا الباطن.

وحينما تكون الأحقاء ممنطقة أو مشدودة بالحق، تكون العواطف مُخضعة والإرادة مكسورة، وبذلك يصبح أسلوب الإنسان بأكمله أسلوب الثبات والحزم. وعندما يسير في طريقه بعد ذلك ويجد نفسه مُحاطاً بالأشياء الجسدية التي ينجذب إليها القلب الطبيعي، فإنه يجد أن "الحق" قد حكم على تفاهة هذه الأشياء في نظر الله وفي نظره أيضاً كمؤمن، والنتيجة أنه يرفضها رفضاً قاطعاً.

ف.ج. باترسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net