الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 17 يوليو 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لمن أنت؟ ... ومن أين أنت؟
أنا غلام مصري عبد لرجل عماليقي، وقد تركني سيدي لأني مرضت منذ ثلاثة أيام ( 1صم 30: 13 )
هذا الغلام المصري المذكورة قصته في 1صموئيل 30، الذي وجدوه في الحقل، في حالة يُرثى لها، مريضاً، جائعاً، وهو بين الحياة والموت، متروكاً من سيده القديم العماليقي بعد أن أصبح غير نافع له، قد أُحضر إلى داود الذي أنعشه وأرجع إليه روحه، وأعطاه الأمان واليقين. هذا الغلام يمثل لنا الإنسان الخاطئ المسكين الذي تركه الشيطان في ضعف تام وفي موت روحي، ولذا أتى الرب يسوع المسيح، كالسامري الصالح (لو10) ليعطيه الحياة والقوة والمقدرة على خدمته. وبواسطة هذا الغلام انتصر داود ورجاله على العمالقة وأرجعوا كل ما أخذه الأعداء منهم، كما أخذوا أيضاً غنيمة وافرة.

ويرمز هذا الغلام المصري للإنسان الخاطئ غير المخلّص في عدة أمور:

1 - كان مصرياً .. ومصر تشير إلى العالم.

2 - وجدوه في الحقل. "والحقل هو العالم" ( مت 13: 38 ).

3 - وكان عبداً "وكل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" ( يو 8: 34 ).

4 - وكان عبداً لرجل عماليقي ... وعماليق يمثل قوة الشيطان العاملة بالجسد الساكن فينا.

وهكذا نرى أن الإنسان الخاطئ غير المخلّص الذي لم يولد ثانية، هو من هذا العالم، وهو عبد للخطية، ويخدم الجسد تحت سلطان الشيطان.

والحالة الجسدية التي كان عليها هذا الغلام ترمز للحالة الروحية لغير المخلَّصين، فقد يترك الرجل العماليقي عبده المريض ليموت في الحقل رغم وفرة الغنيمة التي أخذها من صقلغ، ولكن قلبه البخيل رفض أن يعطي عبده المصري المنهك، قليلاً من الزاد الذي يُعيد إليه قوته. ويا لها من كلمات صادقة "كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولاً" والشيطان أيضاً يقدم للناس أولاً خمراً من صور اللهو والطرب المختلفة، لكن آه، ماذا بعد ذلك؟ "ومتى سكروا فحينئذ الدون" إنه يحتفظ بالأردأ إلى النهاية: أجرة الخطية ودينونتها وعذابها الأبدي.

ومع أن هذا الغلام رُدَّ إلى حالته الطبيعية، إلا أنه كان غير قادر على العمل مع داود ما لم يمتلك ضماناً كاملاً بالحياة والحرية (ع15). هكذا المؤمن يحتاج أن يعرف أنه قد أُعتق من سلطة سيده القديم ـ الجسد ـ قبل أن يُصبح قادراً على أن يضع نفسه بثقة في خدمة المسيح، ويا له من شرح وافِ لتعليم الأصحاح السادس من رسالة رومية.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net