الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 28 يوليو 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ضمان الوعد في الذبيحة
فتشوا الكتب .. هي التي تشهد لي ... لأنه هو (أي موسى) كتب عني ( يو 5: 39 -46)
لما قال أبرام بالنسبة لوعد الله عن الأرض: "بماذا أعلم أني أرثها؟"، وضع الله أمامه، رمزياً، المسيح الذبيح عربوناً للميراث، إذ قال: "خذ لي عجلة ثلاثية وعنزة ثلاثية وكبشاً ثلاثياً ويمامة وحمامة". وكأن الله هنا يجد لذة خاصة في أن يجمع الرموز التي تشير إلى المسيح، ليؤثِّر علينا بمعانيها المتنوعة.

إن العجلة والعنزة والكبش، هذه الثلاثة كلها حيوانات ليست متوحشة بل أليفة لا يحتاج الأمر إلى قنصها وإخضاعها لتخدم حاجتنا، بل هي تخدمنا بإرادتها طائعة مختارة، رمزاً لموت المسيح باختياره وإرادته لإحيائنا.

وكل منها ثلاثي، أي له من العمر ثلاث سنين. والثلاثيات بالنسبة للمسيح كثيرة: فقد عاش على الأرض ثلاث سنين وثلث في الخدمة الجهارية، وقضى على الصليب ثلاث ساعات في النور وثلاث ساعات في الظلمة، وصرف في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليالي، وغير ذلك.

ثم إن العجلة والعنزة أنثيان رمز إنتاج وإثمار عمل المسيح لأجلنا. وتشير العجلة نفسها إليه كالعامل الصبور فيما عمله لأجلنا ( 1كو 9: 9 لا 5: 16 لا 15: 5 ، 2تس5:3، رؤ9:1)، في حين تشير إليه العنزة كذبيحة خطايانا (لا5:16). أما الكبش، وهو الثالث فيتجسم فيه ما اشتهرت به الأغنام من وداعة وإذعان، ومن ثم صار كبش التكريس أو التقديس، وكبش ذبيحة الإثم (لا15:5، 22:8)؛ فهو كناية عن المسيح الذي صار لأجلنا كشاة تساق إلى الذبح.

أما طيور السماء، فتكلِّمنا عنه كالنازل لأجلنا من السماء ( تك 2: 9 ، يو38:6). ومن حيث إنها حمامة ويمامة، فهي تمثله في محبته لنا التي جعلته رجل الأوجاع ومختبر الحزن كما تهدر الحمامة هدراً، وتمثله في نزوله ليحيا على الأرض حياة الإيمان والتوكل على الله، كما تحتمي الحمامة في محاجيء الصخر مكان الأمان والقوة.

ثم أن أبرام "أخذ هذه كله وشقها من الوسط ... وأما الطير فلم يشقه" لذلك كان من الطير اثنان ليكون كل منهما بمثابة شق مقابل صاحبه لكي يستغني عن شقهما ويبقي كل منهما سالماً، حتى نفهم أن المسيح في صفته السماوية كالرب من السماء لا يمكن شقه أو فهم دواخله، لأنه وإن ظهر في الجسد ومات وأصبح في متناول الجميع، إلاَّ أنه لا يزال في ذاته كالإله لا تدركه العقول.

ف. و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net