الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 أغسطس 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
داود وبيلاطس
وأما داود فأقام في أورشليم. وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك.. ( 2صم 11: 1 ،2)
كان الوقت هو وقت خروج الملوك للحرب كما نقرأ في 2صم11: 1 لكن داود الملك أقام في أورشليم، وهذا وضعه في الحال في الجسد. لم يكن في المكان الذي يصادق عليه الروح القدس، لكنه اختار طريقه الخاص، وكانت أورشليم هي مكان داود الذي اختاره لنفسه، بينما كان ميدان المعركة هو مكان الله المناسب له. ربما يبدو هذا شيئاً زهيداً، إلا أنه يكفي ليقود إلى الزنى.

لكن ليست شهوة واحدة فقط هي التي دخلت من هذا الباب وأخذت تعربد في عروق داود، لكن محبته لاسمه وصيته الحسن في العالم يبرهن الآن على شهوة أخرى داخله كشهوة عينيه. لقد قادته الواحدة إلى الزنى والأخرى حرضته على القتل. لم يكن داود في الحقيقة متعطشاً لدم أوريا، لذلك أخذ يدبر الحيلة للمحافظة عليه. ولتلك الغاية أرسل رسلاً إلى ميدان المعركة ليأتوا بأوريا إلى زوجته، وبذلك يكون ستراً لخطيته. لكن كل الخطط والتدابير أُحبطت، لأن استقامة أوريا وبره جعلاه يرفض أن يُستخدم هكذا في خدمة الخطية في داود مما جعل داود يضحي به في سبيل شهوته. إنه بسبب محبته للعالم يضحي بأوريا كما ضحى ببثشبع بسبب شهوة عينيه.

وهذا ما حدث مع بيلاطس فيما بعد. لقد كان مُحباً لقيصر، ومُحباً للعالم، ولتمسكه بهذه الصداقة حكم على الرب يسوع بالموت. إنه أمر مُحزن أن يُقال إن داود وبيلاطس متفقان في نفس الشيء. لم يكن بيلاطس متعطشاً للدم البريء، كما أن داود لم يكن كذلك. لكن كانت هناك نفس المحبة للجاه والعظمة في العالم في داود كما كانت في بيلاطس. وبيلاطس حاول مثل داود أن يدبر حيلاً كثيرة للمحافظة على الدم البريء مع الاحتفاظ بالعالم في نفس الوقت. لكن كان لا بد لكل منهما أن يضحي بالواحد في سبيل الآخر إذ لم يكن الإبقاء عليهما كليهما.

وهكذا من المُحزن أن نجد داود وبيلاطس يقفان في صف واحد. لأن الجسد هو الجسد أينما وُجد، في المؤمن أو في غير المؤمن.

يوحنا بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net