الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 مارس 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كالب وبرزلاي وحنة
أيضاً يُثمرون في الشيبة. يكونون دُساماً وخُضراً. ليُخبروا بأن الرب مستقيم. صخرتي هو ولا ظلم فيه ( مز 92: 14 ،15)
الإثمار لا بد له من أسباب، لا سيما عندما يأتي في الشيبة. ولذلك قد نجد في تأملنا في شخصيات كالب وبرزلاي وحنة النبية، ما يكشف الستار عن سر الإثمار حتى في الشيبة؛ الإثمار الذي يُشبع قلب الله وقلوب شعبه ويعلن بأن "الرب مستقيم".

ونجد كالب شخصاً في سن الخامسة والثمانين يشهد عنه الله بالقول "وأما عبدي كالب ... قد اتبعني تماماً". ويظهر اسمه في الكتاب ست مرات بأنه "اتّبع الرب تماماً". من ثم نراه وهو في سن الخامسة والثمانين يأتي إلى يشوع وهو مُجدَّد القوة كالنسر ويقول له "لم أزَل اليوم متشدداً كما في يوم أرسلني موسى. كما كانت قوتي حينئذ، هكذا قوتي الآن" ( يش 14: 11 ). وسر احتفاظه بهذه القوة هو في اتباعه الرب تماماً. وهكذا أخذ مُلكه في أرض الموعد بقوة مُجددة كافية لإبادة الجبابرة بني عناق، وأخبر "بأن الرب مستقيم".

وبرزلاي وقد بلغ الثمانين من عمره، ينزل بقلب مُبتهج من مرتفعات جلعاد حيث كان قصره، لكي يشيّع الملك عند الأردن في عودته إلى قصبة مملكته. وكان هذا الرجل العظيم قد بادر إلى إظهار ولائه لداود في وقت فتنة أبشالوم عليه، وذهب إليه في محنايم وقدم له بكل سخاء قلبي عطايا يسرد الوحي المقدس تفصيلاتها في 2صموئيل17: 28،29. ولما دار الزمن دورته، نرى ذلك الرجل العظيم يُظهر نفس الولاء إذ يُسرع لاستقبال داود وتحيته وتشييعه عند الأردن (2صم19). وقد قال له داود "اعبر أنت معي وأنا أعولك في أورشليم" فرَّد على هذه الدعوة المَلكية معتذراً بكل تواضع قائلاً: "أنا اليوم ابن ثمانين سنة" مُبيناً أنه لا يطلب أجراً ولا مكافأة، ولكن يكفيه سروره برؤية داود عائداً منتصراً.

وحنة النبية في سن الشيخوخة أثمرت، وبكلامها عن الصبي يسوع أخبرت بأن الرب مستقيم ويتمم مواعيده. وهذه الأرملة المكرسة التي لم تكن تفارق الهيكل، والتي كانت تشعر شعوراً عميقاً بتعاسة شعب إسرائيل، قد سكبت أمام عرش الله قلباً مترملاً لأجل شعب أرمل مثلها، لم يَعُد الله بعلاً له. وهي الآن تُخبر بأن الرب قد افتقد هيكله وها قد أتى الفادي. فيا لها من تعزية فائضة! ويا لها من استجابة لإيمانها!

جرانت ستايدل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net