الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 25 يونيو 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خلاص راحاب
بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة ( عب 11: 31 )
إن خراب أريحا هو حقيقة تاريخية، ومع ذلك ليس أقل من أن نعتبر هذه المدينة اليائسة، في حالتها الأدبية، وفي القضاء الذي حلّ بها، مثالاً يلفت الأنظار للعالم الذي نعيش فيه.

أما عن حالتها الأدبية، فقد كانت ممقوتة من الله، ولم يكن فيها فرد واحد يسره. وبصرف النظر عن استنارة ومدنية هذه الأيام، فإن العالم بصفة عامة ضد الله "ليس من يفهم. ليس من يطلب الله" ( رو 3: 11 ). ولئن كان الله لم ينفذ الدينونة بعد على العالم، كما فعل بأريحا قديماً، إلا أننا نقرأ "لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل" ( أع 17: 21 ) و "الأشرار يرجعون إلى الهاوية، كل الأمم الناسين الله" ( مز 9: 17 ). هذه مسألة تتطلب الانتباه الشديد من كل قارئ.

إن راحاب الزانية، وقد سمعت عن الدينونة القريبة، تنبهت لخطورة حالتها، ولم تستطع أن تهدأ حتى اهتدت إلى طريق النجاة. وكل سر خلاصها هو طاعة الإيمان البسيطة؛ الحبل القرمزي المربوط في الكوة. ويوجد الآن طريق واحد للخلاص، وهو الوجود تحت حماية دم المسيح الذي لم يكن الحبل القرمزي إلا رمزاً له.

ويُخبرنا الله في كلمته عن الدينونة القادمة، ولكنه أيضاً يخبرنا عن طريق النجاة منها "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" ( يو 3: 16 ). لقد تألم المسيح على الصليب، البار من أجل الأثمة، والله مستعد أن يقبل ويبارك كل خاطئ يضع ثقته في دم المسيح لا سواه.

ونحن نسألك أيها القارئ أن تلاحظ أن الذين خلصوا عندما هُدمت أريحا لم يخلصوا على حساب أي استحقاق شخصي، لأن سلوك راحاب كان سيئاً، ولا شك أن سلوك أقاربها كان منحطاً كذلك. وإن أحسن شخصية في المدينة قد هلكت، طالما أنها كانت خارج البيت المميز بالحبل القرمزي، ولكن أولئك الذين كانوا في الداخل مع كونهم خطاة فجاراً، قد خرجوا إلى بَر الأمان.

كان هناك إذاً في أريحا فئتان من الناس: خطاة آمنوا، وخطاة لم يؤمنوا، وفي هذه الأيام لا توجد سوى هاتين الفئتين. والسماء بكل بركاتها ستكون من نصيب أولئك الذين وضعوا ثقتهم في دم المسيح، أما العصاة فتنتظرهم أبدية تعيسة في بحيرة النار.

تشارلس ستانلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net