الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 11 أغسطس 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الثعالب الصغار
خذوا لنا الثعالب، الثعالب الصغار المُفسدة الكروم، لأن كرومنا قد أقعلت ( نش 2: 15 )
الصورة هنا لكرم بدأت البراعم تظهر فيه مُبشرة بمحصول كبير وثمر وفير. وإذا بالحارس يلاحظ وجود بعض الثعالب الصغار في الكرم. وبخبرته السابقة عرف أن هذه الثعالب مع حسن منظرها، وجمال فروتها، ومع صغر حجمها حتى يبدو وكأنه لا خطر منها، فإن لها أخطاراً ثلاثة على الأقل:

1 ـ أنها مُغرمة بعصير الكرمة اللذيذ. فإذا وصلت إلى فروع الكرمة الغضة بأسنانها الحادة كيما تلعق رحيق الكرمة اللذيذ فإنها ستهرقه إلى الأرض، فتضيع، عصارة الحياة من الكرمة.

2 ـ ثم إنها كثيرة اللهو. وبلهوها وجريها ستسقط الأوراق التي تتنفس الكرمة منها، كما ستعرِّض الزهور والبراعم للسقوط.

3 ـ ثم إنها إذا حفرت لنفسها أوجرة في الأرض كعادتها، ستعرِّض جذور الكرمة للتلف.

وهذه الأخطار الثلاثة، إهراق عصارة الكرمة، ونثر أوراقها وبراعمها، وتلف جذورها، من شأنها أن تضيِّع الثمر من الكرم.

وإذا قرأنا سفر النشيد أصحاح2 ابتداءً من ع8 نرى كيف تعطلت شركة العروس مع عريسها. والرب ـ كالطبيب العظيم ـ لم يكتشف المرض فقط (وهو انقطاع الشركة)، بل شخَّص لنا أسبابه "الثعالب الصغار"، ثم وصف العلاج "خذوا لنا".

لقد كانت علة انقطاع الشركة هي في تلك الثعالب الصغار. صحيح هي صغيرة، لكنها مُفسدة. وما أكثر ما أفسدت الثعالب الصغار في حياتي وحياتك.

كم من حب للملذات أفسد تعففنا!

كم من صداقات تبدو بريئة أفسدت انتذارنا!

كم من ارتباطات عائلية أفسدت ولاءنا للمسيح وحده!

كم من اهتمامات بأمور زمنية عطلت تمتعنا بالرب!

كم من مشغولية بالذات شوَّهت خدماتنا!

إن الخطورة الحقيقية على المؤمن لا تأتي غالباً من الخطايا الكبيرة، بل من الخطايا الصغيرة. فالخطايا الصغيرة هي أم الخطايا الكبيرة وليس العكس. ذلك لأنه من الخطايا الصغيرة ستنشأ الخطايا الكبيرة. فيا ليت درس الثعالب الصغار يتعمق فينا لنوفر على أنفسنا متاعب نحن في غنى عنها.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net