الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 20 سبتمبر 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ثبَّت خطواتي
أصعدني من جُب الهلاك من طين الحمأة وأقام على صخرة رجليَّ. ثبَّت خطواتي. وجعل في فمي ت رنيمة جديدة تسبيحة لإلهنا ( مز 40: 2 ،3)
في العددين اللذين في صدر المقال: إقامة على صخرة، ثم خطوات على الطريق، ولقد كان خيراً أن نكف عن الصراع في طين الحمأة، وأن نستقر على الحجر الحي، صخر الدهور، لكن لنذكر أن الوضع الجديد لا يعترف بالتوقف، بل هناك ـ على المدى الطويل ـ ارتقاء في الخُطى. ذلك أن المؤمن ليس تمثالاً جامداً فوق قاعدة جامدة، وإنما هو شخص مسافر، وإنسان يتسلق القمم.

وكلمة الرب لنا هي نفسها لأولئك في زمانهم "اصعدوا" فإن حياة الإيمان حياة كفاح وصراع وتقدم صوب الهدف، سير حثيث على الأقدام، وليس اتكاء على مركبات مُريحة. كما أنه ليست أمام الإيمان طرق مُعبَّدة، وإنما آثار أقدام فوق أرض سبخة قفراء، فوق صخور مُدببة تدمي القدم، وطوبى لأولئك الذين تعلموا الحقيقة العظيمة التي يعبِّر عنها المرنم في العددين اللذين أمامنا، وهي أن الله ـ على طول رحلة الحياة المُرهقة ـ يثبِّت خطوات أولئك الذين وضعوا كل ثقتهم فيه.

فكِّر، أخي، في رقدة مريض، استطالت إلى ثمانِ وثلاثين سنة؛ في عجز تام عن الوصول إلى مياه الصحة التي يحركها الملاك، وعجز عن وقفة مستقيمة كأي رجل في الحياة. فكِّر في نظرة الأسى يلقيها المُقعد العاني على الرب يسوع وهو ينحني عليه في عطف وحنان ويقول له كلمات ذات سلطان. وإذا بالكسيح يقوم، يحمل سريره ويمشي. وهكذا خرج العاجز من حمأة الضعف واليأس؛ وقف على صخرة الخلاص، ثم تثبتت خطواته.

والخطوات الثابتة ميسورة إذ تسير الأقدام على الصخرة، وليس كذلك في حمأة الطين. لقد تسنى لبطرس أن يضع ـ بثبات ـ قدميه على الأمواج السائلة بأمر السيد الرب، فكان بذلك شهادة عظيمة لقوة المسيح التي تعطي الإنسان أن يتسامى فوق قيود الطبيعة وحدودها. غير أن خطوات بطرس تعرجت عن سبيل الشهادة الأمينة عندما جلس في مجلس العبيد في دار رئيس الكهنة. لقد أخذت خطواته تنزلق. ولو انتبه الرسول إلى خطواته ( أم 14: 15 ) لسهر وصلى في جثسيماني وجنَّب نفسه موقع التجربة. لقد كادت تزل قدما بطرس، لولا قليل لزلقت خطواته ( مز 73: 2 )، لكن الرب سنده وخلّصه ( مز 119: 117 ).

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net