بمراحم الرب أغني إلى الدهر. لدورٍ فدورٍ أُخبر عن حقك بفمي ( مز 89: 1 )
هللي!! هللي! .. يا جماعة العلي
لأن دوراً يمضي ودوراً يجيء ... وأنتِ على الأذرع الأبدية تُحملين.
واسم الرب برجٌ حصين .. تركضين إليه وتتمنعين.
* * *
هللي!! هللي .. يا جماعة العلي
املأي الآفاق بأغاريدك الشجية.
وقدمي لله من آيات الحمد ذبائح مرضية.
لأن السنين تكر وحوادث الدهر تمر، وهو لكِ نعم المعين.
قلبه نحوك خفاق بالحب الثمين، وبركاته تنهمر عليك في كل حين.
* * *
قومي جماعة الرب!! أزيحي الستار الذي أرخاه تطاول الزمان.
واقرأي سفر العناية الذي تُرك مع مرور الأيام في زوايا النسيان.
غني بمراحمه إلى الدهر، وخبّري بحقه فإن لديكِ الخبر اليقين، ولا يفوتك الإشادة بمجد سيدك الأمين، فنُكران الجميل شيمة الغادرين.
* * *
أجَلْ!! ومَنْ أجدر منكِ بالهتاف والتهليل، وها قد انقضى عام آخر من غربتك، وأصبحت على قاب قوسين أو أدنى من وطنك، وما عناء الطريق الذي تعبرين فيه إلا سحابة صيف عن قريب تُقشع، بل وما ظلام الحياة المخيِّم هنا وهنالك إلا الإيذان بمطلع الفجر حيث يشق كوكب الصبح طريقه إليكِ، فتُمحى غياهب الدُجى، ويبدو لكِ النور ساطعاً.
* * *
وأيٌ أولى منكِ بالنشيد وها قد خلّصك الرب خلاصاً أبدياً وصار لك حكمة وبراً وقداسة وفداءً، فلا تقولي غروساً أو كروماً أو فضة أو ذهباً أو قصوراً أو دُرراً أو أي شيء في الدنيا من مظاهر الحكمة الإنسانية، بل قولي ما لم تره عينٌ ولم تسمع به أذنٌ ولم يخطر على بال إنسانٍ ما أعده الله للذين يحبونه.
* * *
ألست أنت النور المتلألئ وسط ديجور الحياة، فأي بريق يلمع إن خبا ضياؤك؟ ألست أنت صيحة الحق في عالم كله بُطل، فممن يُرجى إذاعة الحق ونشره إن خفت صوتك؟ ألست أنت رسالة الله فكيف تُبلغ الرسالة إن أهملت في واجبك؟