الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 10 يناير 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إله ما أصدق أقواله
الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرفٌ واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل ( مت 5: 18 )
عظيمٌ أنت يا الله ... نعم مهوب ومخوف جداً .. مَنْ لا يخافك يا ملك الشعوب؟

وعلى قدر ما عظمت وسموت يا خالقي، عَظُمت وسَمَت أقوالك يا مالكي.

نعم يا سيدي: لقد عظَّمت كلمتك على كل اسمك. أنت الله وحدك، وكتابك هو الكتاب وحده ... أنت لا نَّدَ لك، وكتابك لا نَّدَ له .. يقف بمفرده في جانب، وتكوَّم كل كتابات البشر في الجانب الآخر بعيداً، بعيداً!

كلام البشر أوراق شجر. يُقبل الخريف فتتغير وتتبدل ألوانها. وإذا ولَّى تكون قد سقطت وداستها الأقدام! ويأتي الشتاء، فإذا بها انمحت من الوجود! في انتظار لربيع آخر وكلمات أخرى تزهو وتزدهر سريعاً، فبسرور يتلقفها الواهمون، وباغتباط ترددها الألسنة، وبتسرع تنشرها الأقلام! وما هي إلا أيام قليلة حتى تلحق بما قبلها! فتصبح في خبر كان، ويطويها النسيان، ولا تخلّف للبشر إلا مزيداً من المرارة والإحباط، وهكذا. أما أنت يا رب فإلى الأبد كلمتك مثبَّتة في السماوات، تزول الجبال وتفنى الآكام وتبقى كلماتك يا الله.

نعم صَدَقت يا سيدي إذ قلت: "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" ( مت 24: 35 ). بل ما أروع قولك يا إلهي: "الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرفٌ واحدٌ أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل"، نعم يا سيدي: حتى يكون الكل. وحتماً يا سيدي سيكون الكل لأنك أنت قلت. أفلست أنت أيضاً الذي قلت: "ولا يمكن أن يُنقض المكتوب" ( يو 10: 35 ). فمَنْ هو هذا الذي يجرؤ؟ أو يقدر إذا تجرأ؟ لا على أن ينقض المكتوب، بل حتى على تعطيل إتمامه؟!

كم أشعر بالأمان الآن إذ قد بنيت حياتي على ما لا يمكن أن يُنقض. وكم أشعر بالإشفاق على البشر الهالكين وهم يبنون حياتهم وأبديتهم على ما يُنقض!

لقد أمرت يا سيدي قديماً إشعياء نبيك بأن ينادي: "كل جسد عُشب، وكل جماله كزهر الحقل ... يَبسَ العُشب ذبُل الزهر، وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد" ( إش 40: 6 -8). ومن يومها لم يكُف خدامك عن أن ينادوا بذلك النداء عينه. وبنعمتك سأظل يا سيدي المعبود أنادي معهم بالنداء ذاته حتى يأتي اليوم الذي فيه يكون الكل. ويا للبهاء ويا للمجد عندما يكون الكل!!

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net