الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 17 يناير 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العصفور والمذبح
العصفور أيضاً وجد بيتاً، والسنونة عُشاً لنفسها حيث تضع أفراخها، مذابحك يا رب الجنود، ملكي وإلهي ( مز 84: 3 )
يتغنى بنو قورح في مزمور84 بمساكن الرب، ويُظهرون أشواقهم لديار الرب، ويطوّبون الساكنين في بيت الرب "أبداً يسبحونك". غير أنهم يُعطون انتباهاً أحرى لمذابح الرب، إذ نسمعهم يقولون: "العصفور أيضاً وجد بيتاً، والسنونة عشاً لنفسها حيث تضع أفراخها "مذابحك يا رب الجنود، ملكي وإلهي".

ما الذي يتمناه العصفور بعد يوم طويل يقضيه في الانتقال هنا وهناك بحثاً عن الطعام أو الشراب، سوى بيتاً يهجع إليه في نهاية يومه، يجد فيه راحته وهدوءه. إن ما يجده العصفور في بيته، يجده بنو قورح في مذابح الرب! ولكن لماذا يتكلمون عن المذابح بصيغة الجمع؟ في الواقع إن بيت الرب يحوي مذبحين وليس مذبحاً واحداً، مذبح المحرقة في الدار الخارجية، ومذبح البخور في القدس .. المذبح النحاسي والمذبح الذهبي.

في المذبح الأول نجد أساس القبول أمام الله ... العلاج الإلهي المقدم لكل إنسان أثيم يرزح تحت ثقل خطاياه. إنه يكلمنا عن صليب المسيح .. يكشف لنا قلب الله "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" ( يو 3: 16 ). يكشف لنا عن علاج الله لمرض الخطية المزمن "دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" ( 1يو 1: 7 ). يكشف لنا أن الطريق لله صار ممهداً بعد أن كان مغلقاً "فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقاً كرسه لنا حديثاً حياً بالحجاب، أي جسده" ( عب 10: 19 ،20).

أما المذبح الثاني فنجد فيه الإنسان ساجداً يُصعِد بخوراً عطراً في أنف الله. إن ما شعر به من إحسان الله في المذبح الأول يجعله يقدم شكراً وسجوداً في المذبح الثاني. وهنا نستمع إلى تحريض الرسول بولس "فلنُقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح، أي ثمر شفاه معترفة باسمه" ( عب 13: 15 ).

وهذا ما فعله الأبرص السامري، فبعد أن نال التطهير من الرب هو والتسعة الذين كانوا معه، عاد وحده إلى الرب ليشكره على إحسانه وما تمتع به من تطهير كامل، وكم كان هذا العمل له تقدير عند الرب.

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net