الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 30 يناير 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
علاج الإيمان الفاشل
إن كنت تستطيع شيئاً فتحنن علينا وأعنَّا. فقال له يسوع: إن كنت تستطيع أن تؤمن. كل شيء مستطاع للمؤمن ( مر 9: 22 ،23)
عندما قال الرب يسوع لأبي الولد المصروع "إن كنت تستطيع أن تؤمن" فكأن به يقول له: إن الأمر في يدك أنت، فإني قد وضعت في حوزتك الوسيلة التي بها تستجلب كل إمكانيات السماء، بل قدرة رب السماء ذاتها. كل ما عليك هو الإيمان، وأنت تستطيعه بكل تأكيد.

ولنا نحن أن نسمع الرب يهمس في أذن كل منا: "إني على استعداد أن أفعل المستحيل من أجلك ... إن آمنت .. هل تحتاج أن أشق لك البحر؟ ذلك ليس بعسير عليَّ ... أم يلزمك أن تمشي فوق البحر مع هياجه؟ سهل عليَّ أن أمشيك فوق ماء مُزبد .. هل تتوق إلى المن في الصحراء؟ لقد عُلْت شعبي قديماً أربعين سنة، وبوسعي أن أسدِّد احتياجك .. هل تحتاج إلى مياه من صوان الصخر؟ طلبك مُجاب وسأجعل كأسك ريا .. إني على استعداد لأن أفعل ما تطلبه إن آمنت بأن يكون لك ( مت 21: 22 )، وإن آمنت سترى مجد الله ( يو 11: 40 ) .. فقط آمن".

ثم يردف الرب مشجعاً الرجل: "كل شيء مستطاع للمؤمن"، ليشجعه ويطلق العنان لإيمانه: ليس أمر ابنك فقط، بل لتكن احتياجاتك كما تكون، ولتعظم التحديات مهما عظمت، بل ليصل الأمر إلى المستحيل نفسه.

ولأن سيدنا هو الخبير بنفوسنا، لذا فكان لا بد أن يتجاوب المسكين مع لمساته، وكان لا بد أن يوجد من جديد الإيمان في داخل ذلك الملهوف، فنقرأ "فللوقت صرخ أبو الولد بدموع وقال: أومن يا سيد". كانت النتيجة مؤكدة: أن يؤمن؟ إذ كان في حضرة منبع الإيمان ومتممه.

لكن الرجل أضاف القول: "فأعن عدم إيماني"، وكأنه يقرّ أن ما صار عنده من إيمان لم يصل إلى الحد المطلوب لمواجهة مشكلته، وأنه ما زال يحمل بذور الشك وسمات عدم الإيمان في داخله. لكنه على الأقل قد عرف مصدر الإيمان، لذا فقد توجه إليه مباشرة بطلبته هذه.

ليتنا نتمثل به، وإذ نلمح في دواخلنا بذار عدم اليقين فلنذهب إلى ذاك القادر أن يشجع إيماننا ويعالج ما بدواخلنا من قصور فيه.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net