الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 يناير 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شخصه الفريد
لرائحة أدهانك الطيبة. اسمك دهن مهراق، لذلك أحبتك العذارى ( نش 1: 3 )
لقد كان اسمه قبل زمان النعمة الحاضر ـ كالدهن المحفوظ داخل القارورة المختومة، ولم يعرفه إلا القليلون معرفة جزئية من وراء ظلال الفرائض والرموز. فمع أنه ـ تبارك اسمه ـ أظهر ذاته قديماً ليعقوب أبي الأسباط، وقال له: "لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل"، فإنه إذ سأله يعقوب وقال: "أخبرني باسمك. فقال لماذا تسأل عن اسمي؟ .." كذلك عندما تنازل أيضاً وأظهر ذاته لمنوح أبي شمشون، سأله منوح: "ما اسمك حتى إذا جاء كلامك نُكرمك؟". فقال له ملاك الرب: لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب (أو سر)؟!

نعم لقد كان هذا الاسم عجيباً أو سراً خفياً أو بالحري كان بالنسبة للعهد القديم لغزاً لم يستطع أحد وقتئذ أن يحله "ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت؟" ( أم 30: 4 ). أما الآن، فشكراً له لأنه تنازل بملء نعمته الغنية وأعلن لنا اسمه العزيز المبارك وشخصه الحبيب، وبموته فوق الصليب وسفك دمه الكريم أصبح اسمه دهناً مهراقاً.

وبقدر ما تزداد شركتنا مع الرب والتصاقنا به، بقدر ما يزداد تمتعنا برائحته الذكية المُنعشة. ولا نستطيع أن نحمل رائحة أدهانه الطيبة، أو بالحري محبة المسيح ونعمته الفائقة إلى الآخرين إلا إذا كنا نحن متمتعين أولاً برائحة أدهانه المقدسة، وكان المسيح ظاهراً في حياتنا.

ومع أن الرب ـ له كل المجد ـ إذ ضُرب بسيف العدل الإلهي على الصليب صار كالدهن المُهراق، إلا أنه لا يستطيع في الزمان الحاضر أن يدرك قيمته الغالية ويتمتع برائحته العطرية الكريمة إلا المؤمن الحقيقي فقط. إنه يستطيع بعمل الروح القدس أن يدرك شيئاً عن كمالاته وأمجاده المتنوعة وجمال صفاته التي انفرد بها. نعم إن عين الإيمان فقط هي التي تستطيع أن تراه "مُكللاً بالمجد والكرامة" ولكن لا بد أن يجيء الوقت ـ وقد أصبح قريباً جداً ـ الذي فيه تعم رائحة الدهن المهراق كل مكان، فلا تعرف الخلائق بأسرها إذ ذاك اسماً سواه ( في 2: 9 -11). إن السماوات والأرض ستتحد في تعظيم ذلك الاسم الكريم.

متى بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net