الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 17 أكتوبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أذن العبد الكامل
أذنيّ فتحت .. هأنذا جئت .. أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت ( مز 40: 6 -8)
الأذن هي العضو المسئول عن السمع وتلقي التعليمات، وهو أهم عضو في العبد، حتى يطيع وينفذ إرادة سيده. ونحن نجد ثلاثة فصول في العهد القديم تكلمنا عن فتح الأذن أو ثقبها، كلها مرتبطة بشخص ربنا المعبود يسوع المسيح، وعمله الكامل على الصليب.

ففي خروج21: 1-6 نجد رمز العبد العبراني الذي يحب سيده وامرأته وأولاده، ويرفض الخروج حراً، فيقرّبه سيده إلى الباب ويثقب أذنه بالمثقب.

وفي إشعياء50: 4-6 نقرأ عن ذلك العبد الكامل ربنا يسوع المسيح القول: "السيد الرب فتح لي أذناً وأنا لم أعاند. إلى الوراء لم أرتد. بذلت ظهري للضاربين، وخديَّ للناتفين".

وأخيراً في مزمور40: 6-8 نقرأ هذه الترنيمة الجميلة بلسان حال الرب نفسه وهو يقول لله: "أذنيَّ فتحت .. ها أنذا جئت .. أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت".

ففي سفر الخروج نقرأ عن ثقب الأذن، وفي المزامير عن حفر الأذن، وفي نبوة إشعياء عن فتح الأذن. وعندما اقتبس الرسول بولس عبارة "أذنيَّ فتحت"، كتبها في عبرانيين10: 5 "هيأت لي جسداً" حسبما جاءت في الترجمة السبعينية اليونانية. فكلمة "فتحت" باللغة العبرية تُترجم ـ كما ذكرت الآن ـ "حفرت"، ونتيجة للحفر يظهر شيء لم يكن له وجود من قبل. ولأن الحديث هنا متجه إلى المسيح ابن الله الوحيد الأزلي المُعادل للآب، والذي يأمر ويُطاع، فإن الشيء الجديد الذي ظهر هو طاعته ( عب 5: 8 )، وكان يتحتم (كي ما يطيع) أن يهييء له الله جسداً، وبه ينفذ الوصية التي قبلها الابن من أبيه، بأن يضع نفسه حتى الموت ( يو 10: 17 ،18).

وعليه فيمكن القول إن حفر الأذن بحسب سفر المزامير يشير إلى التجسد، وفتح الأذن بحسب سفر إشعياء يشير إلى حياة الطاعة، وثقب الأذن بحسب سفر الخروج يشير إلى الألم، كُلفة المحبة.

أو يمكن القول إن تسبيحة سفر المزامير تأخذنا إلى الأزل، عندما كان التجسد مشورة أزلية بين الآب وابنه، وقصيدة العبد المتألم في إشعياء تأخذ فكرنا إلى ملء الزمان وحياة المسيح الكاملة والفريدة في الطاعة لله، وسفر الخروج يأخذ فكرنا إلى الأبدية التي فيها تعاين الكنيسة (امرأة الخروف) ويعاين المؤمنون أفراداً آثار المحبة التي جعلت المسيح يضحي بالكل لأجلنا، ويصبح باختياره عبداً مؤبداً!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net