الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 21 أكتوبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إبراهيم ... خليل الله
فقال الرب: هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟ ( تك 18: 17 )
إنه لأمر مبارك أن يتكلم الرب في وقت لاحق بالنبي إشعياء ويقول عن إبراهيم "خليلي" ( إش 41: 8 ؛ 2أخ20: 7؛ يع2: 23). وفي المشهد الذي أمامنا يعامل الرب إبراهيم كخليله. صحيح كما يُقال في العادة إننا نتكلم مع العبد عن عمله الذي يجب أن يقوم به، لكن للصديق نتكلم عما نحن مزمعون أن نعمله. وهنا يعامل الرب إبراهيم كصديق فيقول: "هل أخفي عن إبراهيم ما أنا أفعله؟" ( تك 18: 17 ). والسبب الذي لأجله يعامل الرب إبراهيم كصديق هام للغاية، إذ يقول الرب: "لأني عَرَفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب، ليعملوا براً وعدلاً، لكي يأتي الرب لإبراهيم بما تكلم به" (ع19). فالشخص الذي يعامله الرب كصديق ليس هو شخصاً مؤمناً فقط، بل هو شخص يوصي أيضاً بيته ليعيشوا في مخافة الرب.

وها هي كلمة الرب لنا "أنتم أحبائي إن فعلتم ما أوصيكم به" ويضيف "لا أعود أسميكم عبيداً، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" ( يو 15: 14 ،15).

وإذ تحدث الرب مع إبراهيم كصديق، أخبره عما هو مزمع أن يوقعه من قضاء على مدن الدائرة. لكن علينا أن نتذكر أن هذا الحديث وهذه الإعلانات إنما جاءت لرجل كان يعيش في حالة الانفصال عن العالم، وقد رفض العالم، بل وانتصر على العالم. ونحن إذا لم نهرب من نجاسات العالم، فإننا لا بد أن نقول مع الذين لهم مجرد الاعتراف الاسمي: "أين هو موعد مجيئه؟".

ومن تكوين 13: 13 نعرف أن أهل سدوم كانوا أشراراً وخطاة لدى الرب جداً. وفي تكوين 18: 20 نرى أن خطيتهم كانت تصرخ إلى الرب لأجل القضاء لأنها "قد عظمت جداً". لقد تأنى الرب طويلاً عليهم، لكنه لم يكن غير مُبالٍ بخطيتهم. والله الآن ينتظر ويصبر ويطيل أناته كثيراً على شر الإنسان، ولكنه لا يتساهل مع الخطية لأنها تصرخ حتى تنضج للدينونة. فالله بطيء الغضب متمهل في القضاء بالرغم من كل شيء.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net