الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 27 أكتوبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الله أحبني !
لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3: 16 )
الله قد أحبني! .. نعم أنا الذي تذوقت محبة الله قد آمنت أن الله يحب الخاطئ. وأنا الذي اختبرت محبة الله العطوفة المُشفقة المتأنية، آمنت أن الله يحبني ولا بد أن يحب أمثالي من الخطاة. إنها محبة فائقة الأوصاف، اتسعت دائرتها فتماست مع الأرض ومع السماء. إذاً أنا وكثيرون من الخطاة أحباء الله.

وكيف أحبني؟! بأية كيفية؟! آه .. أريد أن أقول لك شيئاً واحداً قبل أن أخبرك كيف أحبني الله. أنا واثق أني خاطئ ولن تزول عني هذه الصفة ـ صفة الشر والمذنوبية ـ مهما أوتيت الطاقة البشرية من مجهودات، وبيني وبين أقداس الله ومساكنه السماوية هوة قد أُثبتت. لكن محبة الله لا ترضى بأقل من أن تضمني وترحب بي في محضر الله نفسه. وأنا كما قلت عاجز عن الوجود في هذا المحضر المقدس. إذاً كان على محبة الله أن تجتاز نطاق الدينونة العادلة، وفي وسط سُبل الحق تتمشى لتصنع تكفيراً لهذا المسكين البائس وتطهيراً لخطاياه. ولاحظ قولي إن محبة الله لم يكن هدفها أن تطهرني من خطاياي، بل أن تضمني وترحب بي في محضر الله في حالة الطهارة والبرارة، وهذا ما يعظّم العمل الفدائي أمامي ويحببني أكثر في القداسة العملية.

أما كيف تم عمل المحبة هذا، فهو ما لا أستطيع أن أدرك كنهه. لقد حصل موت. إذاً فهي محبة أقوى من الموت، فعلت فعلها بكيفية لا يدركها قلب بشر. في ثلاث ساعات مُظلمة صاخبة تمت الكيفية السرية التي لهذا العمل العجيب، وانتصرت المحبة الظافرة بعد أن عصرتها آلام وضغطة ودينونة وغضب وسحق وتأديب.

لقد كان امتحاناً صعباً ولكن المحبة كانت أصلب عوداً منه. لم تلن ولم تتراجع، وحين فرغت كأس تلك الأهوال رنَّت تلك الكلمات الخالدة "قد أُكمل".

أما كيف تم هذا فلا جواب له عندي. أنا لست أعرف كيف، ولكنني أؤمن بما تم على الصليب، وأثق في مَنْ أكمل كل شيء. وأستطيع الآن أن أواجه نفسي والآخرين وعدالة الله ـ إذا فرض ذلك ـ ولا أستحي من عيوبي وآثامي، لأن في فمي حجة خالدة، وهي "دم يسوع المسيح ... يطهر من كل خطية".

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net