الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 14 نوفمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أحزان المسيح وأفراحه
إن جعل نفسه ذبيحة إثم، يرى نسلاً ... من تعب نفسه يرى ويشبع ( إش 53: 10 ،11)
على جبل الزيتون في لوقا19: 41 نرى مشهداً مؤثراً. نرى حزناً عميقاً يكسر القلب ـ حزناً نبع من محبة لم تُقابَل بمثلها. ونحن نختبر أحياناً مثل ذلك عندما لا نجد رداً للمحبة، مع هذا الفارق أن محبة المخلِّص تعلو وتطمو فوق كل محبة أخرى. وعندما احتُقرت هذه المحبة فإن شعوره بالحزن وانكسار القلب كان عميقاً جداً بقدر محبته الفائقة التي رُفضت. ولذلك نقرأ القول "وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها". لقد وضعوا عليه شراً بدل خير، وبُغضاً بدل حُبه" ( مز 109: 5 ).

لقد جاء ليشفي المنكسري القلوب، فماذا كان رّد فعل هؤلاء الذين كانوا يسمعونه في مجمع الناصرة؟ لقد امتلأوا غضباً وقاموا وأخرجوه خارجاً وجاءوا به إلى حافة الجبل حتى يطرحوه إلى أسفل (لوقا4). وعندما غفر الخطايا اتهموه بالتجديف (لوقا5). وعندما شفى الرجل ذا اليد اليابسة امتلأوا حُمقاً (لوقا6). وعندما قبل خطاة مساكين وأكل معهم، قالوا: "هوذا إنسان أكول وشريب خمر" (لوقا7). وعندما أخرج الروح الشرير من الإنسان قالوا: "ببعلزبول رئيس الشياطين يُخرج الشياطين" (لوقا11). ومع كل ما أظهره الإنسان من عداوة، فإن المسيح لم يُبدِ أي تعبير للسخط أو المرارة أو الانتقام. "الذي إذ شُتم لم يكن يَشتم عوضاً، وإذ تألم لم يكن يهدد". إن قساوة قلوبنا أحزنته ولم تجد تعبيراً سوى الدموع.

وفي النهاية هل رأيتم ما فعله يهوذا به؟ وحتى رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب كانوا يطلبون أن يقتلوه، ومراراً كثيرة تشاوروا عليه لكي يقتلوه. أي منظر هذا!!

ففي خارج المدينة نرى المخلِّص ذا القلب الكسير يبكي على الخطاة مُشفقاً عليهم من القضاء المروع المزمع أن يأتي على يد تيطس الروماني. وفي داخل المدينة نرى الخطاة الأشرار يطلبون أن يقتلوا المخلّص ويسفكوا دم ذاك الذي سكب دموعه عليهم.

ولكن بعد قليل سنرى الإجابة المجيدة لتلك الدموع، فإنه سيحتاط به جمهور عظيم من خطاة منكسرين خلصوا بالنعمة وقديسين رُدّت نفوسهم بالنعمة في مشهد رائع بديع حيث "يمسح الله كل دمعة من عيونهم". وسوف لا يكون موت فيما بعد ولا حزن ولا وجع ولا صراخ فيما بعد. إنه عندئذ "من تعب نفسه يرى ويشبع".

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net