الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 4 نوفمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إيليا وعوبديا
فدعا أخآب عوبديا الذب على البيت. وكان عوبديا يخشى الرب جداً ( 1مل 18: 3 )
ما أكبر الفارق بين إيليا النبي وعوبديا رئيس بيت أخآب. لقد كان إيليا يعيش في حالة الانفصال عن الشر، ولذا كان قلبه ممتلئاً بالشجاعة المقدسة، فلم يكن مستنداً على ذاته ولا على حياة الانفصال التي كان يحياها، بل على الله الحي، فاستطاع أن يقول لعوبديا "حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه، أني اليوم أتراءى له (لأخآب)" ( 1مل 18: 15 ).

عندما كان عوبديا يقف أمام الملك، كان قلبه يمتلئ بالخوف من الموت، أما إيليا فإذ كان واقفاً أمام الله الحي، كان قلبه ممتلئاً بالثقة الهادئة المقدسة. وفي الثقة بالله الحي وقف إيليا ـ من قَبْل ـ أمام أخآب مُنذراً إياه بعدم مجيء المطر والطل إلا عند قوله، وفي كامل الإيمان بالله الحي ظل مُعالاً من الله طوال هذه المدة التي انقطع فيها المطر، وفي ثقة كاملة بالله، ها نحن نراه بعد انتهاء هذه المدة يمضي ليقف أمام الملك. وفي غير ما خوف، يقول: "إني أتراءى له".

أمام العين البشرية كان عوبديا في حال من الغنى واليُسر والمركز، أفضل من إيليا الذي كان بحسب الظاهر فقيراً، لكن الإيمان يحسب دائماً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر. لقد وجد إيليا غنى جزيلاً في بيت الأرملة أكثر مما تمتع به عوبديا في بيت الملك. لقد كان لإيليا كوار الدقيق الذي لا يفرغ وكوز الزيت الذي لا ينقص، بل كان له الله الذي يُحيي الميت. أما عوبديا فلم يرَ شيئاً من هذا كله.

والمؤمن الذي يهرب من عار المسيح لا يتمتع عملياً بغنى المسيح الذي لا يُستقصى. لقد هرب عوبديا من تجربة كان يمكن أن تزكي إيمانه، ومع ذلك خسر مكافأة الإيمان.

نعم عوبديا كان يخاف الرب سراً، لكنه كان يخاف من الملك جهراً. لم يقطع علاقته بالعالم ولذا لم يتمتع بمرأى الله الحي. أما إيليا فإذ كان في حالة الانفصال عن العالم، استطاع أن يكون في حالة اتصال بالسماء، فرأى قوة الله معه ولأجله. أما عوبديا فلم يرَ شيئاً من هذا كله لأنه ربط نفسه بالعالم وبالملك الشرير، فكان كل تفكيره في الأمور الأرضية. فبينما كان إيليا يقصد مجد الرب وخير شعبه، كان عوبديا يبحث عن عُشب للخيل والبغال.

حقاً ما أكبر الفرق بين إيليا وعوبديا!!

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net