الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 6 نوفمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الساجدون الحقيقيون
ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له ( يو 4: 23 )
إن السجود ليس مجرد حضور الاجتماعات بكل مواظبة، ولا هو مجرد تقديم الشكر فيها، لكنه هو الفيض من الشركة مع الآب ومع الابن، بعيداً عن الرتابة (الروتين) والنظام الذي يكاد يكون معروفاً.

أين روح الانتظار في اجتماعات السجود؟ أين ذلك الانتظار الهادئ حتى يجد الروح القدس الوقت الكافي لتوضيح المشغولية في النفوس؟ إن بعضاً من المؤمنين لم يتعلموا السجود حتى الآن رغم طول الزمان. هؤلاء يعتبرون كل مخاطبة لله في الاجتماع سجوداً. لا أيها الأحباء، ليس كذلك. السجود هو شكر وتسبيح ومدح وتمجيد مع تعظيم الله لأجل ما هو في ذاته وفي طبيعته من نحو ابنه.

وكم يطمس المُصلون في الاجتماع معنى السجود، بعدم اعتبارهم للروح القدس ولأخوتهم، حين يستفيضون في صلواتهم إلى حد أنهم لا يتركون فرصة للآخرين. لقد كتب الله لنا كلاماً ثميناً حين قال "احفظ قدمك حين تذهب إلى بيت الله، فالاستماع أقرب من تقديم ذبيحة الجهال ... لا تستعجل فمك ولا يسرع قلبك إلى نُطق كلام قدام الله ... فلذلك لتكن كلماتك قليلة" ( جا 5: 1 ،2).

لقد كانت المُحرقات (المقترنة بالسجود) حسب الشريعة الموسوية تُقدم في حينها وبانتظام. كان ذلك السجود طقسياً وكانت الذبيحة حيوانية، لكن في المسيحية نجد الفارق شاسعاً، لأن الطريق إلى محضر الله قد فُتح بدم ذبيحة ابن الله. ونحن ندخل ونسجد. إن سجودنا روحي. وما أسهل ذلك السجود الطقسي، لكنك ما أندر أن تجد سجوداً يسميه الرب بالروح والحق. ما أندر أن تجد ساجدين حقيقيين يسجدون للآب بالروح والحق (يو4). نقول إن الله يجد شبعه وسروره في أولئك المشغولين بكل ما هو الله في ذاته وبكل ما هو المسيح لهم، دون أقل مشغولية بما في داخل ذواتهم أو بضعفهم.

والسجود ليس هو تقديم صلوات وطلبات. هذا جميل ومطلوب في وقته ومكانه، لكن متى أدركت النفس عظمة الله نفسه ظاهرة في عظمة حكمته وعظمة بركاته وعظمة معاملاته ونعمته، فإنه لا يكفيها أقل من أن تقدم أعمق السجود.

نبيه إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net