الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 نوفمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسكين الأعظم
طوبى للذي ينظر إلى المسكين. في يوم الشر ينجيه الرب ( مز 41: 1 )
المزمور الحادي والأربعون لا يكلمنا عن العطف على المساكين بصفة عامة، ولا حتى مساكين المؤمنين، بل إن التطويب هو لمَنْ ينظر إلى "المسكين". إنه شخص واحد مُعرَّف، ومع أن غناه لا يُحّد، إلا أنه أيضاً وصل في مسكنته إلى ما لم يبلغه سواه. فهل تعرفت على هذا الشخص العجيب؟

ولكن لماذا صار مسكيناً؟ يُخبرنا الرسول قائلاً: "فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر، وهو غنيُّ، لكي تستغنوا أنتم بفقره" ( 2كو 8: 9 ).

لكننا في مزمورنا هذا، لا نقرأ وصفاً للمسكين، بل للبركات التي تحلّ على مَنْ ينظر إليه بالإيمان. إن كل مَنْ ينظر بالإيمان إلى هذا المسكين، هو شخص مُطوَّب (ع1) لأنه يتمتع بالبركات السباعية الآتية (ع2،3).

1 ـ في يوم الشر ينجيه الرب

2 ـ الرب يحفظه، 3ـ ويُحييه،

4 ـ يغتبط في الأرض،

5 ـ ولا يسلمه الرب إلى مرام أعدائه،

6 ـ الرب يعضده،

7 ـ ويمهد مضجعه كله في مرضه.

وفي إنجيل لوقا، عند مشهد الصليب، نرى نظرة الإيمان. ونظرة عدم الإيمان "وكان جميع معارفه ونساءٌ كُن قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك (هذه هي نظرة الإيمان بالمخلِّص)". ونقرأ أيضاً "وكان الشعب واقفين ينظرون (وهذه هي نظرة عدم الإيمان) والرؤساء أيضاً معهم يسخرون به" ( لو 23: 35 ،49).

كما يحدثنا الإنجيل عينه عن المُذنبَين اللذين صُلبا مع المسيح، وعن نظرتيهما المتباينتين لذلك المصلوب. لقد نظر اللص التائب بالإيمان إلى المخلِّص فنال باسمه غفران الخطايا ونصيباً مع المقدسين. وما أعجب نظرة ذلك اللص للرب يسوع الذي كان معلقاً إلى جواره في ضعف. لكنه رأى فيه رباً، وفي أثماله مجداً، وفي إكليل الشوك تاجاً، وفي خشبة الصليب عرشاً!! أما زميله الآخر فقد نظر إلى المسيح نظرة عدم إيمان فمضى إلى أبدية العذاب لأنه احتقر المخلِّص. ويا لتعاسة كل شخص لا ينظر بالإيمان إلى هذا المخلِّص المعبود!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net