الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 13 ديسمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليتعظم المسيح
لأني أعلم أن هذا يؤول لي إلى خلاص بطلبتكم ومؤازرة روح يسوع المسيح، حسب انتظاري ورجائي أني لا أخزى في شيء ( في 1: 19 ،20)
من الواضح أنه لم يَرِد على ذهن الرسول بولس هنا موضوع خلاص نفسه الذي يعتمد تماماً على عمل المسيح؛ الأمر الذي هو مستقر تماماً بالنسبة له، والذي لا يعتمد على أي شيء يفعله ولا على صلوات القديسين ولا حتى على مؤازرة الروح القدس الحاضرة. وفضلاً على ذلك فإن بولس لم يفكر في خلاصه من السجن، أو إنقاذه من الظروف المعاكسة. ولكن الخلاص الذي كان أمامه هو العتق الكامل من كل شيء سواء في الحياة أو في الموت، كل ما يعوق أن يتعظم المسيح في جسده. إن المسيح كان يملأ قلب الرسول، وكان انتظاره ورجاؤه أن يُحفظ من أي شيء يجعله يخجل من الاعتراف بالمسيح، وبكل مجاهرة أن يشهد للمسيح، وسواء بحياة أم بموت يعظم المسيح ( في 1: 20 ،21).

وهذا قاد الرسول أن يقرر أن المسيح هو الغرض الوحيد الذي أمامه، وهو المصدر والدافع لكل ما يفعل، حتى أنه قال: "لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح" ( في 1: 21 ). وبالنسبة إلى بولس فكم هو مبارك جداً أن نرى أن الحياة والموت يرتبطان بالمسيح. فإن عاش فللمسيح، وإن مات فإنه سيكون مع المسيح. والمسيح غرضه الوحيد في حياته، الذي يؤازره خلال كل الظروف المتغيرة هنا، وليس فقط ينزع كل رُعب الموت من أمامه، بل أيضاً يجعل الموت أفضل كثيراً من الحياة في عالم غائب عنه المسيح.

هذا هو الاختبار المسيحي الحقيقي الذي باستطاعة جميع المؤمنين أن يختبروه. ولكن للأسف فإننا نعترف بأن إدراكنا للحياة التي عاشها الرسول قاصر جداً. فكيف أمكن لأولئك الذين عاشوا في زمان الرسول وكانوا يكرزون بالمسيح عن حسد وخصام ( في 1: 15 )، والذين كانوا يطلبون ما هو لأنفسهم ( في 2: 12 )، أو الذين كانوا يفتكرون في الأرضيات ( في 3: 19 ) نقول: كيف لم يعرفوا شيئاً عن هذا الاختبار المسيحي الحقيقي؟ يا ليتنا نفحص قلوبنا وطرقنا لنعرف إلى أي مدى نحن نكتفي بالقليل من بركة العيشة فقط لأجل المسيح. أما بالنسبة لبولس، فقد كان هذا هو الاختبار الدائم لنفسه. فهل المسيح هو الغرض الوحيد أمامنا الذي يشغلنا يوماً فيوماً؟ وهل هو المحرِّك لكل ما نفكر وكل ما نقول وكل ما نفعل؟

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net