أي صوت تسمع؟

الصفحة الرئيسية

فهرس الشواهد الكتابية

مواقع أخرى

إبحث في المقالات

إبحث في الكتاب المقدس

إتصل بنا

الأربعاء 15 ديسمبر 2004

تصفح مقالات سابقة

أي صوت تسمع؟

توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد ... لا تكن حكيماً في عيني نفسك. اتقِ الرب وابعد عن الشر ( أم 3: 5 ،7)

هوذا صوتان موجهان إليك: صوت الله وصوت قلبك. إن كنت تسمع لصوت قلبك فسوف يقدم لك الإنجيل في صورة مُظلمة ومنفّرة كما لو كان يتعارض مع الأفراح التي من حقك أن تتمتع بها في حياتك مع أن الله يريد أن تكون مخلوقاته سعيدة. ولكن خطأ القلب هو أنه يبحث عن هذه الأفراح في داخله وفي أمور العالم، لذا فهي أفراح أنانية لا دخل لله فيها.

عندما نبحث عن سعادتنا بعيداً عن الله لا نعرف أبداً إلى أين ننتهي: فهذا الطريق قد يوصل إلى المسرات التي تحط من قدر الإنسان ولا نجد فيها في النهاية سوى الانحطاط الجسدي والأدبي. لذلك استمع إلى صوت الله: "اتقِ الرب وابعد عن الشر". لاحظ أن مخافة الرب تأتي أولاً. فلا يجب أن نعكس الترتيب لأننا إن حاولنا الابتعاد عن الشر دون أن نعرف أولاً مخافة الرب، فسوف نواجه فشلاً مؤكداً.

إلى جانب الخطر الأدبي يوجد خطر عظيم آخر وهو الخطر الذهني. فنسمع عن قدرات العقل البشري واكتشافاته العظيمة، وأنه المصدر الوحيد للمعرفة، وبالتالي يجب رفض فكرة الإعلان الإلهي! لا شك أن الذكاء هو موهبة من الله وهو شيء حسن. ولكن إن لم يستنر الذكاء بالله فهو لا يؤدي أية خدمات سوى في مجال أمور هذا العالم. وهو لا يقدر أن يقودنا إلى الله لأن الأبحاث العلمية محدودة وغير قادرة على إدراك غير المحدود. إذاً من الجهل أن يعرف الإنسان الله بالعقل. اسمع القول الإلهي: "توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد".

وإزاء عدم كفاية ضمائرنا وذكائنا، فقد أعلن الله عن ذاته بصورة كاملة في شخص ابنه. إنه الوحيد القادر أن يحفظنا من الخطرين اللذين تحدثنا عنهما: من الخطر الأدبي بخلاصنا لأنه جُعل خطية لأجلنا ( 2كو 5: 21 ). ثم بأن يعطينا يوماً بعد يوم القوة اللازمة للانتصار على الشر. ثم من الخطر الذهني بحفظنا من كبرياء العقل البشري وبأن نتعلم أن نقبل مثل الأولاد ( مت 18: 3 ) الإعلان الذي هو التعبير الحي عنه. هذا أمر يتعلق بسعادتنا الحاضرة والأبدية.

ش. ف


	Share

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net