الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 16 ديسمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أليشع وحزائيل
فبكى رجل الله. فقال حزائيل لماذا يبكي سيدي؟ ... ومَنْ هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم؟ ( 2مل 8: 11 -13)
ختم أليشع خدمته الجهارية بالبكاء على شعب لم يستَفِد من نعمة الله التي ظهرت له بشتى الوسائل، ولقد كان أليشع في هذه اللحظة ظلاً لسيده المبارك الذي في نهاية خدمته بكى على المدينة التي رفضت نعمته واحتقرت محبته ( لو 19: 41 ).

لقد كشف الرب لأليشع ما سيفعله حزائيل، وأنبأه بعمق الشر الذي سيصل إليه، فقال له النبي: "لأني علمت ما ستفعله ببني إسرائيل من الشر، فإنك تُطلق النار في حصونهم، وتقتل شبانهم بالسيف، وتحطم أطفالهم، وتشق حواملهم" ( 2مل 8: 12 ).

لما سمع حزائيل هذا الكلام دافع عن نفسه بأنه ليس كلباً حتى يفعل هذا الأمر العظيم. ومن المُحتمل أن يكون دفاعه في تلك اللحظة بإخلاص، وأن هذه الأعمال كانت بعيدة عن تفكيره في تلك اللحظة ـ كان يجهل قلبه، بل كان يجهل أن "القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس، مَنْ يعرفه؟" ( إر 17: 9 ). فبدلاً من أن يقول: "ومَنْ هو عبدك الكلب" كان الأجدر به أن يعتبر نفسه كالمرأة الفينيقية التي قبلت على نفسها هذا الحكم، فاكتشفت النعمة الغنية التي في قلب الرب ( مت 15: 26 ،27؛ مر7: 27،28).

وسرعان ما تحركت الظروف وظهر شر قلب حزائيل، وتم له القول الذي قاله له أليشع "قد أراني الرب إياك ملكاً على أرام" (ع13). فبمجرد أن سمع حزائيل هذا القول، انطلق من عند أليشع ودخل إلى سيده، ولم يخبر الملك إلا بجزء من رسالة أليشع، قال له: "إنك ستحيا"، واحتفظ في نفسه بما قاله أليشع من أن الملك يموت موتاً. وقد حانت الفرصة لحزائيل أن يفعل ما أراد. رأى أن الملك في مرضه وضعفه أسهل ما يكون للقضاء عليه، بل ويمكن اتخاذ المرض وسيلة لإخفاء نفسه كقاتل للملك، سيما وأن الكل يعلمون أن الملك مريض، وبأنه يحس بخطورة المرض حتى أرسل رئيس وزرائه ـ حزائيل ـ ليسأل النبي عما إذا كان يُشفى من مرضه هذا، ولم يكن أحد يعلم ما قاله أليشع لحزائيل من أن الملك سيموت، ولكن بسبب آخر غير المرض. وفي اليوم التالي أخذ لبدة مغموسة بالماء ونشرها على وجه الملك المريض، وكتم أنفاسه وأذاع أن المرض أنهى حياة الملك. وهكذا وصل إلى العرش، وأخذ يستخدم القوة ضد بني إسرائيل. وتم كل ما قاله رجل الله.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net