الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 24 فبراير 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا ليل هناك
وهم سنيظرون وجهه، واسمه على جباههم، ولا يكون ليلٌ هناك ( رؤ 22: 4 )
إن أول ذكر لليل في الكتاب المقدس جاء عندما فصل الله بين النور والظلمة، ثم بين النهار والليل ( تك 1: 5 ،14-18). وبعد الطوفان مباشرة قال الله لنوح: "مدة كل أيام الأرض .... نهار وليل لا تزال" ( تك 8: 22 ). وهذا معناه أنه طالما نحن في هذا العالم فإن طابع الحياة هو نهار يعقبه ليل. لكن هناك سيتغير الوضع، "ولا يكون ليلٌ"!

لقد ذكر يوحنا الرسول الليل في إنجيله 7 مرات، حيث نجد أن الليل يحمل معنى الظلمة والبُعد عن الله. وعندما نتتبع هذه المرات السبع، نرى كيف أن الرب يسوع الذي جاء كالنور الحقيقي، يُنير فيبدد ظلمة الليل ويقود النفس إلى النور الحقيقي، حتى تصل إلى النهار الكامل.

كما أن كاتب سفر الأعمال يذكر الليل نحو 15 مرة، منها 7 مرات ارتبطت بالإنقاذ والتحرير للنفس التي تؤمن. فبالليل فتح ملاك الرب أبواب السجن وأنقذ الرسل ( أع 5: 17 ). وبالليل تدلّى بولس في سَلّ أسفل السور وهكذا أُنقذ من دمشق ( أع 9: 25 ). وفي الليل تم إنقاذ بطرس بطريقة معجزية من المصير الذي قصده له هيرودس ( أع 12: 6 -11) .. وهكذا حتى نصل إلى الإشارة الأخيرة لليل في هذا السفر، في حادثة إنقاذ بولس والمسافرين معه من السفينة التي انكسرت، بعد الأربع عشرة ليلة المذكورة في أعمال27. وهي رحلة تحكي في أسلوب رمزي قصة إنقاذ المؤمنين الحقيقيين المسافرين مع بولس. فكما أن هؤلاء جميعاً نجوا إلى البر، هكذا سيحدث أيضاً معنا بالتأكيد أيها الأحباء عندما تنتهي ليالي العناء كلها.

أما سفر الرؤيا ففيه يذكر الرسول يوحنا الليل ثماني مرات. والمرتان الأخيرتان ثمينتان جداً بالنسبة لنا نحن المؤمنين. هاتان المرتان هما: "وأبوابها لن تُغلق نهاراً، لأن ليلاً لا يكون هناك" ( رؤ 21: 25 )، وأيضاً "وهم سنيظرون وجهه، واسمه على جباههم ولا يكون ليلٌ هناك" ( رؤ 22: 4 ،5). ويا له من تعبير مُنعش؛ فليل الظلام والأحزان الذي اختبرناه هنا كثيراً في هذا العالم البائس لا بد أن ينتهي!

فيا كوكب الصبحِ متى تلوحْ ونورك ينهي المساء
فأكثر ممن يرقبُ الصباحْ عيُوننا نحو السماء

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net