الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 13 مارaس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خادم الرب والكتاب المقدس (3)
كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً، متأهباً لكل عملٍ صالح ( 2تي 3: 16 )
إن خادم الرب يجد غذاءه وطعامه وشبعه في الكلمة الحية، وبدون الكلمة والتغذي بها تجف حياته وتنشف موارده وتذبل خدمته، لأنه يكون في واقع الأمر قد ترك قوام الحياة الروحية .. وكما يحتاج الخادم إلى كلمة الله للنضارة والقوة، يحتاج إليها أيضاً للقداسة في العيشة والتحرر من شهوات الخطية الساكنة فيه. ومن أبشع الأمور أن يقدم خادم الإنجيل حق الله للنفوس، وهو نفسه لم يتقدس بهذا الحق ولم يتحرر به من خطايا معينة هو مغلوب منها. وكما قال أحد المؤمنين: "إنها بشاعة وخيانة أن يتاجر أحد بالحق الذي لا يشعر بسلطانه على ضميره شخصياً.

وكم من كارثة أدبية حلَّت بأُناس أذكياء كان لهم قدر ملحوظ في الفصاحة ولكنهم لم يكونوا فعلاً مقدسين في الحق ... ولن أنسى أبداً ذلك التدريب الذي اختبرته مع الله بعد خلاصي بست سنوات. لقد جثوت على ركبتيَّ، وكتاب الله مفتوح أمامي وقلت: "يا رب بنعمتك من هذه الليلة فصاعداً أريد أن أحيا طبقاً لكل ما أتعلمه من المكتوب". ذلك لأنني اختبرت في الست سنوات التي مضت أني كنت فيها قليلاً ما أتأمل فيما يقوله الله في كتابه. ولكن عندما وصلت إلى تلك النقطة الحاسمة، في تلك اللحظة تفتحت أمامي الكلمة وكانت بركة لتكريس نفسي بصورة أقوى، وكانت غنى جديداً أُضيف إلى موارد خدمتي.

إنني أحتاج إلى الكتاب لعلاج الأخطاء الكثيرة التي تقع في حياتي اليومية وهذا يتطلب معرفة كافية بهذه الكلمة حتى عندما تواجهنا تجربة أو خدعة من العدو، يمكننا بوعي، إدراك ما تقوله كلمة الله التي ترشدنا إلى النُصرة والنجاة .. ومثالنا في ذلك سيدنا الذي واجه تجارب الشيطان بالمكتوب، والأمر لم يكن محتاجاً إلى الأخذ والرد مع الشيطان، ولكن "المكتوب" كان فيه الكفاية لإفحامه، ومن هنا يتضح أن الدراية بالمكتوب لازمة جداً.

إذاً أيها الأحباء، ينبغي أن يكون خادم الرب على ثقة كاملة في صدق المكتوب وأنه موحى به من الله، وينبغي أن يتمسك به كالحق، وينبغي أن يكون للمكتوب أي "حق لله" المُعلن سلطانه على حياته الشخصية، كما يجب عليه أن يستعمله، كسيف الروح لأجل النجاح والانتصار.

هنري أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net