العمل اليدوي

الصفحة الرئيسية

فهرس الشواهد الكتابية

مواقع أخرى

إبحث في المقالات

إبحث في الكتاب المقدس

إتصل بنا

الاثنين 5 إبريل 2004

تصفح مقالات سابقة

العمل اليدوي

فَنيِ الحشيش وظهر العُشب واجتمع نبات الجبال. الحملان للباسِك، وثمن حقل أعتدة. وكفاية من لبن المعز لطعامك، لقوت بيتك ومعيشة فتياتك ( أم 27: 25 -27)

هذه الآيات تُفهم في ضوء العددين السابقين لها، اللذين يقول فيهما الحكيم: "معرفة اعرف حال غنمك، واجعل قلبك إلى قطعانك، لأن الغنى ليس بدائم، ولا التاج لدورٍ فدور".

وهذه الآيات الخمس معاً تمتدح النشاط والعمل الزراعي، تماماً كالآيات الخمس التي تختم أصحاح 24 والتي تحذر من التراخي والكسل. فهذه الآيات توضح أن الغنى لا يدوم، وأن المجد والعز زائلان، وعلى الإنسان ألاّ يركن على ما لا دوام له. وأفضل شيء أن يهتم الإنسان بأرضه وماشيته فهي التي تمده بالقوت والكسوة.

يعطي الحكيم هنا صورة للجد والنشاط في العمل، فيقدم بتعبيرات شعرية صوراً ثلاث للعمل الزراعي في الآية الأولى إذ يقول: "قُطع الحشيش من الأرض، وظهر العُشب الجديد، وتم جمع النباتات والأعشاب من الجبال. ثم في العددين التاليين يقدم فوائد ثلاثة لرعي الماشية إذ يقول: "إن الحملان بجزها السنوي تمدك بالصوف اللازم لدفئك، والجداء (الأعتدة) تمدك بالمال اللازم للشراء "ثمن الحقل"، والمعز تمدك باللبن الذي يكفيك، بل ويكفي طعاماً لأهل بيتك وجواريك.

أما الدروس التي لنا من هذه الآيات، فهي ثنائية كالآتي:

أهمية العمل اليدوي: فنحن لا ننسى أن سيدنا العظيم ـ تبارك اسمه ـ ظل نحو ثلاثين سنة يعمل في حرفة النجارة في الناصرة. ويوصي الرسول بولس المؤمنين في تسالونيكي أن يشتغلوا بأيديهم ( 1تس 4: 11 ). وتوصف المرأة الفاضلة بأنها تشتغل بيدين راضيتين ( أم 31: 13 ).

أهمية الخدمة الروحية: إذا كانت زراعة الحقل وجمع المحصول مهمة، فكم بالحري زرع الكلمة في قلوب النفوس وجمع الثمر للحياة الأبدية. وإذا كانت رعاية الأغنام الحرفية مهمة، فكم بالأحرى جداً الاهتمام بخراف المسيح الغالية، التي أوصى من جهتها رسوله بطرس قائلاً: "أتحبني .. ارعَ غنمي" ( يو 21: 15 -17). وإن كان الذي يعمل بيديه في الخليقة الأولى سيتمتع ببركة الرب لعمله، فكم بالحري مَنْ يعمل في دائرة الخليقة الجديدة.

يوسف رياض


	Share

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net