الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 31 مايو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خطورة عدم الإيمان
ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم ( مت 13: 58 )
لم يُذكر عن الرب أنه تعجب في كل الكتاب سوى مرتين فقط: الأولى من إيمان قائد المئة ( مت 8: 10 )، والثانية من عدم إيمان أهل الناصرة ـ وطنه ـ ( مر 6: 6 ). فكما أن الرب أُعجب بإيمان قائد المئة مما جعله يمدحه قائلاً: "لم أجد ولا في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا"، نجده يتعجب من عدم إيمان أهل وطنه، تلك البلدة التي كانت مُحتقرة ( يو 1: 46 )، ومع ذلك نظر هؤلاء المنبوذون في المجتمع إلى الرب يسوع بعين الاحتقار!!

إن عدم إيمان وطنه حرمهم من إظهار قدرته وعظمته. الأمر الذي يوضحه متى في إنجيله وهو يشير إلى ذات الحادثة "ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم" ( مت 13: 58 ). نعم كم نخسر كثيراً عندما نفقد ثقتنا التي لها مُجازاة عظيمة. ألم يشجِّع الرب تلاميذه بالقول: "كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم" ( مر 11: 24 ).

ولقد وقف التلاميذ حائرين مغلولي الأيدي أمام الولد المعذَّب، لقد عجزوا تماماً في أن يستجلبوا قوة السماء، بل صاروا بكل أسف عُرضة للهجوم والتهكم من الكتبة وهم "يحاورونهم" ( مر 9: 14 ). وكان سبب ذلك كما قال الرب لهم هو "عدم إيمانهم" ( مت 17: 19 ،20).

من أجل ذلك نجد الرب يأخذ موقفاً واضحاً ممن يُظهرون عدم الإيمان، حتى وإن كانوا تلاميذه، إذ بعد القيامة "ظهر للأحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم، لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام" ( مر 16: 14 ).

ليتنا نراجع أنفسنا ومقدار ثقتنا في الرب، وإن شعرنا أن إيماننا ضعيف وواهن، لتكن طلبتنا المُلِحّة للرب ما قاله أبو الولد المعذّب: "أعِن عدم إيماني" ( مر 9: 24 ). وليتنا نتذكر كلمات الرب لتلاميذه: "ولكن متى جاء ابن الإنسان، ألعله يجد الإيمان على الأرض؟" ( لو 18: 8 )، فتكون طلبة قلوبنا الحقيقية: يا رب "زِد إيماننا" ( لو 17: 5 )، فنكون من ضمن مَنْ إيمانهم "ينمو كثيراً" ( 2تس 1: 3 ).

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net