الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 5 مايو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يهوذا الإسخريوطي وندامته
حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين، ندم وردَّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة ... ثم مضى وخنق نفسه ( مت 27: 3 -5)
إن ندامة يهوذا، في نظر البعض، أُعتبرت علامة تنم عن روح عالية. ولا شك أنها علامة عن صلاح كان مرة عند يهوذا، لأنه على ضوء بصيص من جذوة صالحة يمكن أن تُرى بشاعة الخطية. وكلما استنار الضمير كلما اشتد رّد الفعل عندما يستيقظ. وأولئك الذين ذاقوا طعم الشركة مع جماعة المسيح لا يمكن أن يكونوا فيما بعد كما لو لم يتمتعوا بمثل هذا الامتياز. والديانة إن لم تخلّص فإنها ستكون للنفس أقسى عناصر هلاكها.

وعلى أية حال جاء وقت انتفض فيه ضمير يهوذا انتفاضة هائلة، وتملكته رغبة جامحة في أن يمحو ما فعل. والفضة التي وضع قلبه عليها أصبحت الآن شبحاً مُرعباً. كل فلس منها كأنه عين العدالة تحملق منها في جريمته، وكل فلس منها كأن له لساناً يصرخ طالباً النقمة. وكما أن القاتل تقوده غريزته رغم إرادته إلى مكان الجريمة، عاد يهوذا إلى مسرح الحوادث حيث وقعت جريمة الخيانة ولقيَ هناك شركاءه الذين استخدموه، فدفع الفضة إليهم وهو يقول: "قد أخطأت إذ سلَّمت دماً بريئاً". مسكين يهوذا! لقد تلاقى مع جفاة عُتاة احتقروه باستهزاء قائلين: "ماذا علينا؟ أنت أبصر!" أي "وما شأننا نحن؟ تصرف أنت". لقد توددوا إليه عندما جاءوا إليه أولاً، أما الآن، وبعد أن خدمت الآنية غرضهم، ألقوا بها جانباً بكل احتقار.

ولم يحتمل يهوذا أن يمسك الفضة في يديه أكثر من ذلك. إنها تذوب ملتهبة في يديه فألقى بها. وخرج مُسرعاً من الهيكل، ولكن إلى أين؟! يا ليته اندفع ليرتمي عند قدمي المسيح! ليته تخطى الموانع والحواجز إلى حيث يوجد يسوع المسيح. وماذا لو أطاح به العسكر الرومان؟ حينئذ كان يهوذا يُحسب شهيد التوبة، وحينئذ في نفس ذلك اليوم كان يكون مع المسيح في الفردوس. لقد ندم يهوذا على خطيته واعترف بها ونزع عن نفسه أجرة الإثم، لكن ندامته أعوزها العنصر الأكثر لزوماً من كل عنصر آخر. إنه لم يرجع إلى الله. إن التوبة الصحيحة ليست هي مجرد الفزع من صوت الضمير ولا مجرد الارتعاب أمام ضربات القلب المدوية. إنها صراخ إلى الله. إن التوبة الصحيحة كما تتضمن الخوف من الله تتضمن أيضاً الإيمان به والثقة فيه.

جيمس ستوكر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net