الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 10 يونيو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإيمان وحياة موسى
بالإيمان موسى، بعدما وُلد، أخفاه أبواه ثلاثة أشهر، لأنهما رأيا الصبي جميلاً، ولم يخشيا أمر الملك ( عب 11: 23 )
في عبرانيين11: 23-40 نرى الإيمان الذي يتغلب على العالم الحاضر؛ على خوف ووعيد العالم، وأيضاً على إغراءات ووعود العالم. لقد انتصر والدا موسى على خوف العالم ووعيده، أما ابنهما فقد انتصر على إغراءاته ووعوده.

فبالارتباط بولادة موسى، يذكِّرنا الوحي بإيمان أبوي موسى (ع23) اللذين لم يتجاهلا فقط أوامر الملك، بل تغلبا أيضاً على خوفهما. إنه الخوف من حدوث الشر الذي هو أكثر صعوبة من غلبة الشر نفسه. ومما هو غريب حقاً على تفكيرنا، أن جمال الطفل موسى كان مُنشطاً لإيمانهم. إنهما سلكا بالإيمان إذ "رأيا الصبي جميلاً (جميلاً لله)". من الواضح أن هذا هو الإيمان العامل بالمحبة.

ثم نأتي إلى موسى نفسه لنجد شهادة أخَّاذة للطريق الذي به نرى الإيمان يتغلب على هذا العالم الحاضر، مع كل ما يمكن أن يقدمه من إغراء ومجد ووعود. ففي ع24 نرى رفض موسى. وفي ع25 نجد اختياره، وفي ع26 نجد تفضيله والذي يكشف لنا سر رفضه واختياره.

بالإيمان موسى رفض العالم (ع24)، وبالإيمان اختار المذلة مع شعب الله (ع25)، ولكن لماذا فعل هكذا؟ لأن الإيمان له النظرة البعيدة، كما نقرأ "لأنه كان ينظر إلى المُجازاة" (ع26). ومرة أخرى "تشدد كأنه يرى مَنْ لا يُرى" (ع27). إنه بالإيمان كان يتطلع ويرى "الملك في بهائه" و"الأرض من بعيد". ففي ضوء المجد لهذه الأرض، وبجاذبية الملك في بهائه، أمكنه أن يتغلب على كل مجد مصر، وفي ضوء العالم الآتي استطاع أن يعطي تقديراً صحيحاً للعالم الحاضر. ورأى أنه بالارتباط مع عار المسيح، فهناك غنى أعظم من كل خزائن مصر.

إنه رأى مع كل أمجاد هذا العالم، هناك ظلّ الموت والدينونة يخيمان عليهما. فمسرات هذا العالم إلى حين، وكنوز مصر تنتهي في القبر، وأفراح الأرض تبطل وأمجادها تذوي.

إن الأمر مختلف مع شعب الله؛ فنصيبهم في هذا العالم هو التعيير والألم، ولكن أن نتألم مع المسيح في التعيير معناه أن نملك مع المسيح في المجد، أليس مكتوباً: "إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه" ( رو 8: 17 ).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net