الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 12 يونيو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصلاة من أجل القوة
ولما أُطلقا أتيا إلى رفقائهما .. ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس، وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة ( أع 4: 23 -31)
لقد رفع التلاميذ في أعمال4 الصلاة لله كالخالق، صانع السماء والأرض والبحر وكل ما فيها ( أع 4: 24 )، ذلك لأن الرؤساء والشيوخ تصرفوا وكأن الأرض ملكاً لهم، ومنعوا الرسل من تبليغ رسالة الله وشهادته إلى الناس. فهم ظنوا أن الله ترك سلطانه على الأرض، أو سلَّم هذا السلطان إليهم، يأمرون وينهون كما يريدون.

وهذه الصلاة كان مركزها الله ومجده، وليس الإنسان واحتياجه، فوعد الرب لهم: "كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم" ( يو 16: 23 ). فعلى الرغم من كونهم عاميين وعديمي العلم، ولكن نتيجة شركتهم العميقة مع الرب، عرفوا كيف يجب أن تكون الصلاة باسمه، أي بالأسلوب الذي يريده هو ( أع 4: 13 ). فهم طلبوا من أجل أن يمنحهم الله نعمة وقوة أن يجاهروا بكلامه وشهادته ويرافق بقوته خدمتهم باسم فتاه القدوس، المرفوض من الأرض والمرفوضة شهادته، كما رُفضوا هم ورُفضت شهادتهم عنه.

ونلاحظ أيضاً روح المسيح في الصلاة، فالرسل لم يطالبوا بالانتقام من أعدائهم، كطابع الصلوات اليهودية التي نراها في سفر المزامير، بل طلبوا فقط أن ينظر الله إلى تهديدات الأشرار وأن يتصرف بالأسلوب الذي يراه مناسباً لمواجهة هذا التهديد، فلقد تعلموا من الرب الذي "إذ تألم ... كان يسلم لمن يقضي بعدل".

ومن هنا نرى أن الصلاة في اسمه ليس مجرد تذييل وخاتمة للصلاة، كما يفعل كثير من القديسين في صلواتهم، بغض النظر عن مضمون الصلاة وفحواها، ولكن معنى قول المسيح لتلاميذه: "كل ما طلبتم باسمي" هو أن تكون الصلاة متفقة تماماً مع مشيئته، وكأنه هو الذي يرفع الصلاة إلى الآب. وكما عبَّر عن ذلك ف.ب. هول بالقول: "إن الصلاة باسمه هي شيك على بياض مُحرر لكل القديسين، ولكن الصراف السماوي بارع جداً، يستطيع أن يميز بكل دقة مَنْ هو محرر الشيك، هل هو الرب نفسه أم أن الشيك مزوّر".

ومن الجميل أن نرى النتيجة الفورية لاستجابة الصلاة، بأن تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس، بل وأُعطوا القدرة في الحال أن يتكلموا بكلام الله بمجاهرة. فصلاة مثل هذه كان من المُحتم أن تحظى باستجابة سريعة وملموسة.

مسعد رزيق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net