الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 23 يونيو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سامحهما جميعاً
كان لمُداين مديونان. على الواحد خمسمئة دينار وعلى الآخر خمسون. وإذا لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعأً. فقُل: أيهما يكون أكثر حباً له؟ ( لو 7: 41 ،42)
ما أحلى ما نراه في مَثَل المُداين والمديونين عن غفران الله. إنه يسامح الخطاة المساكين العديمي الاستحقاق، ويسامحهم لمجرد سروره في الغفران. وما أبعد مدى هذا الغفران. يقول في أفسس1: 7 "الذي فيه لنا الفداء بدمه، غفران الخطايا، حسب غنى نعمته". يقيس البعض غفران الله بحسب عمق توبتهم وإخلاصهم فيها، ولكن هذا يؤدي إلى فقدان السلام. والبعض الآخر يميلون إلى قياس ذلك الغفران حسب حياتهم التالية وأمانتهم. ولكن شكراً لله لأنه يقيس غفرانه "حسب غنى نعمته". فيا له من غفران واسع! لا يقول حسب نعمته فقط، بل "حسب غنى نعمته".

ولكن ما هو أساس الغفران؟ إنه "الفداء الذي بيسوع المسيح" ( رو 3: 24 ). لم يستطع الله نفسه أن يضع أساساً للغفران أكثر رسوخاً من أساس الفداء الكامل المجيد الذي بيسوع المسيح ربنا. ولهذا نوقن بأن الغفران لا يمكن البتة أن يتغير، بل هو ثابت كما يستطيع دم المسيح أن يجعله. فإن مَنْ "سكب للموت نفسه"، قد "شفع في المُذنبين" أيضاً، إذ قال: "يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" ( إش 53: 12 ؛ لو23: 34) وهذا هو المستند الكامل بيد أكبر الخطاة وأقلهم استحقاقاً للغفران، لا بل هو المستند الذي بموجبه نخلص أنا وأنت.

ويجب ألا ننسى شرط الغفران. وهذا يظهر في مزمور32: 5 "أعترف لك بخطيتي ... وأنت رفعت آثام خطيتي". أتى الابن الضال معترفاً بخطاياه قائلاً: "يا أبي أخطأت" والأب وقع على عنقه وقبَّله وقَبِله حتى نطقت القبلات الحارة المتكررة بالغفران ( لو 15: 20 ،21).

وماذا عن نتائج الغفران؟ .. أول الثمار: المحبة، إن المرأة في بيت سمعان الفريسي إذ غُفرت لها الخطايا الكثيرة أحبَّت كثيراً ( لو 7: 47 ). إن الشعور العميق بالخطية والإثم، مصحوباً بالإيمان، يؤول إلى توبة عميقة حقيقية، والشعور بغفران الخطايا يؤول إلى حياة تكريس ومحبة.

والنتيجة الثانية هي: "طوبى" أو "سعادة" غفران الخطايا: "طوبى للذي غُفر إثمه وسُتِرت خطيته". فكل ما تمتع به الابن الضال من فرح، كان مرتبطاً بالتوبة والغفران. فهل تريد أن تتمتع بهذا الفرح الذي يقدمه لك مُحب النفوس، تُب عن خطاياك واقبل الرب فتمضي في طريقك فرحاً.

تشارلس سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net