الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 7 يونيو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اهربوا من الزنا
قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تزنِ. وأما أنا فأقول لكم: إن كل مَنْ ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه ( مت 5: 27 ،28)
نلاحظ هنا أمرين:

(1) أن الرب هنا لا يمنع النظر إلى المرأة على الإطلاق، بل يمنع النظرة الشهوانية. كما وردت الآية في الترجمة التفسيرية "مَنْ ينظر إلى امرأة بقصد أن يشتهيها".

(2) إن صيغة الفعل "ينظر" تفيد الاستمرار والاسترسال، وتذكّرنا بكلمات الرسول "لهم عيونٌ مملوَّة فِسقاً، لا تكف عن الخطية" ( 2بط 2: 14 ).

إن نظرة قبيحة تشعل الشهوة في قلب الإنسان. وآه كم من أبطال في الإيمان أسقطتهم عيونهم في خطية الزنا الحرفي ( قض 16: 1 ؛ 2صم11: 2-4)، لكن أضعافهم مرات بلا عدد أسقطتهم عيونهم في خطية زنا القلب! فالعين هي مدخل القلب، والقلب منه مخارج الحياة ( أم 4: 23 )!!

لتوضيح ذلك، لنأخذ مثلاً أيوب البار. إنه يقول في البداية "عهداً قطعت لعينيَّ، فكيف أتطلع في عذراء؟"، ثم يستطرد قائلاً: "إن حادت خطواتي عن الطريق، وذهب قلبي وراء عينيَّ"، من ثم يختم المسلسل الرهيب بالقول: "إن غوى قلبي على امرأة، أو كَمَنت على باب قريبي" ( أي 31: 1 ،7،9). ونحن نعرف أن أيوب لم يقع في هذه الخطية البشعة، والتي يقول عنها إنها رذيلة، وإثم يعرِّض للقضاء، كما ويصفها بأنها نار تأكل حتى إلى الهلاك وتستأصل كل محصوله ( أي 31: 11 ،12). لكن ما سر عدم وقوع أيوب في هذه الخطية؟ السر أنه منعها من المنبع. فهو يوضح أن قلبه لم يُغوَ. ولماذا لم يُغوَ قلبه؟ لأن قلبه لم يذهب وراء عينيه، وذلك لأنه قطع العهد لعينيه أن لا يتطلع في عذراء!

ونلاحظ أن الرب هنا لم يَقُل مَنْ ينظر إلى امرأة فقد تُسبب له تلك النظرة الوقوع في خطية الزنا، بل إن هذه النظرة هي نوع من الزنا. لقد وقع صاحبنا في هذه الخطية المرذولة فعلاً. وما أخطر هذا! وما أبشع هذه الخطية في نظر الله ( 1كو 6: 9 ،10؛ أف5: 3،5،6؛ 1تس4: 3-8؛ عب13: 4).

أيها الأحباء ... إن مشاهدتنا لأي منظر دنس سيستخدمه الشيطان حتماً ليجرّنا به إلى الخطية، لكن لنعلم أنه لا توجد خطية في التجربة طالما أننا قاومناها وانصرفنا في الحال عنها مستندين على قوة الروح القدس.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net