الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 13 يوليو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ندخل راحته
لأننا نحن المؤمنين ندخل الراحة ( عب 4: 3 )
يحدثنا الروح القدس في عبرانيين3: 7-19 عن رحلة بني إسرائيل في البرية في طريقهم إلى الراحة في أرض كنعان، تلك الراحة التي لم يدركوها لثلاثة أسباب:

(1) بسبب قساوة قلوبهم ( عب 3: 15 )

(2) بسبب خطيتهم ( عب 3: 17 )

(3) بسبب عدم إيمانهم ( عب 3: 19 )

فعدم الإيمان تركهم مُعرَّضين للخطية، والخطية بدورها قسَّت قلوبهم.

ومثل بني إسرائيل في القديم مثل المؤمنين اليوم؛ الساعين في برية هذا العالم إلى راحة المجد العتيد. وهذه الراحة هي موضوع عبرانيين4: 1-11. ولنلاحظ أن هذه الراحة تُدعى "راحته" أي "راحة الله" ( عب 3: 18 مت 11: 28 ،3،5). فكأن الله لن يستريح إلا عندما يستريح شعبه، وإذ يصل شعبه إلى الراحة، فإنه ـ تبارك اسمه ـ يستريح. وهذه الراحة هي راحة مستقبلة؛ ليست هي راحة الضمير التي عبَّر عنها ربنا يسوع بقوله: "تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم"، ولا هي راحة القلب التي يتمتع بها المؤمن السالك في طاعة الرب، الخاضع لمشيئته، كقول ربنا: "احملوا نيري عليكم وتعلموا مني، لأني وديعٌ ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم" ( مر 6: 31 ،29). كما وأنها ليست راحة متقطعة كتلك التي ينعم بها العامل التاعب في خدمة الرب، والتي قال عنها ربنا: "تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاءٍ واستريحوا قليلاً" (مر6: 31).

إن الله يستريح فقط في مشهد يتفق مع محبته وقداسته. وإن الله لن يبلغ الراحة ـ إذا جاز التعبير ـ إلا عندما يتمم قصد محبته فيمن أحبهم، عندما يسود البر، وعندما يذهب الألم، عندئذ "يسكت (يستريح) في محبته" ( صف 3: 17 ). فإن القداسة لن تجد راحتها في مشهد الخطية، كما وأن المحبة لن تجد راحتها حيث الحزن والألم والأوجاع.

ثم يشدد الروح القدس على أنها راحة مستقبلة "إذاً بقيت راحة لشعب الله" ( عب 4: 9 ). وهذا الأمر من شأنه أن يحفظ المؤمن من فخ طلب راحته في الحاضر حتى ولو بالفكر. الآن وقت تعب المحبة. إننا لو أدركنا محبته فلن نطلب راحة في هذا العالم، بل بالحري نكون ـ كما يطلب الآب ـ "ساجدين حقيقيين".

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net