الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 16 أغسطس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أنتم ملح الأرض
أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يُملَّح؟ لا يصلح بعد لشيء، إلا لأن يُطرح خارجاً ويُداس من الناس ( مت 5: 13 )
بعد أن قدم الرب في التطويبات خصائص أتباعه وصفاتهم ( مت 5: 3 -12)، فإنه يذكِّر تلاميذه بأنهم يجب أن يؤثروا تأثيراً صالحاً على الناس كملح للحفظ، وكنور للهداية ( مت 5: 13 -16).

والملح في ذاته:

أبيض: رمز النقاوة والطُهر.

ذراته صغيرة ومكسّرة: رمز التواضع والانسحاق.

سريع الذوبان: صورة للوداعة.

رخيص: صورة لعدم تقدير الناس بصفة عامة لأتباع المسيح.

إنهم، كما قال عنهم السيد في التطويبات؛ مساكين بالروح، وودعاء، رحماء، وأنقياء، صانعو سلام، ومع ذلك فإنهم مُضطهدون ومُفترى عليهم. لكن ما أقوى تأثيرهم "أنتم ملح الأرض".

والملح له على الأقل تأثيرات ثلاثة هامة:

1 ـ رغم رخص ثمنه، إلا أنه هو الذي يعطي للطعام طعماً، وبدونه يصبح الأكل غير مقبول ولا مُستساغ "هل يؤكل المسيخ (ما لا طعم له) بلا ملح؟" ( أي 6: 6 ). هكذا المؤمنون، فرغم أنهم عادة أقل الناس قدراً، لكن العالم بدونهم لا طعم له.

2 ـ ثم إن الملح يسبب العطش. وهكذا فإن المؤمن بحياة البر والتقوى التي يعيشها، يُوجد في نفوس المُحيطين به تعطشاً حقيقياً إلى ماء الحياة، فيجذب الآخرين إلى المسيح الذي عنده وحده ينبوع الحياة.

3 ـ الملح، لا سيما قبل اختراع المبردات، كان وسيلة أساسية للحفظ من الفساد والتعفن. والواقع ما أشد حاجة العالم اليوم إلى أتباع مُخلصين للمسيح يوقفون زحف الفساد ويعيقون انتشار التعفن الأدبي والروحي.

تُرى كيف يوقف المؤمنون زحف الفساد وانتشاره؟ دعني أقدم مثلاً عملياً لتوضيح ذلك. هب أن جماعة أخذت تتحدث معاً حديثاً فاسداً وغير لائق. وفجأة ظهر في المشهد مؤمن تقي. ما الذي يحدث؟ في الحال تجد أن الحديث توقف. إن ذلك الأخ لم يَقُل شيئاً، ولا طلب منهم تغيير الحديث. لكن نفس وجوده أحدث التغيير، أو بالحري أوقف سريان الفساد.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net