الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 27 أغسطس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أحزان الحياة وتعميق المحبة
وكان إنسانٌ مريضاً وهو لعازر ... فأرسلت الأختان إليه قائلتين: يا سيد، هوذا الذي تحبه مريض ( يو 11: 1 -3)
دخل المرض إلى بيت عنيا، وخيَّم الموت بظله على البيت. كيف يكون تصرف الأختين في هذه التجربة؟ إنهما بالنعمة اتخذتا أحسن الطرق الممكنة. لقد اعتمدتا على محبة المسيح. وإن إيمان هاتين الأختين يلمع بوضوح في هذه الرسالة القصيرة التي بعثتا بها إلى المسيح. لقد اتجهتا إلى الاتجاه الصحيح وإلى الشخص الصحيح، لأننا نقرأ "فأرسلت الأختان إليه"، ولقد استخدمتا الحُجة الصحيحة بقولهما "يا سيد هوذا الذي تحبه مريض". لم تكن حجتهما هي محبة لعازر الضعيفة للرب، بل محبة الرب الكاملة للعازر، تلك المحبة التي لن تسقط أبداً.

كما أنهما قدمتا طلبتهما بالطريقة الصحيحة أيضاً، لأنهما لم تقترحا على الرب ما ينبغي أن يعمله، ولم تطلبا من الرب أن يشفيه، ولا أن يأتي أو حتى أن يقول كلمة لصالحهم. لقد بسطتا حزنهما أمام الرب، وألقتا بنفسيهما عليه معتمدتين على محبته التي لا حدود لها.

ولكن المحبة الإلهية تتخذ مجراها الخاص وطريقها الكامل؛ الطريق الذي قد يبدو غريباً على العين الطبيعية. لقد سرَّت الأختان قلب المسيح بالتجائهما إلى محبته، وهو بدوره سيُسر قلبيهما بأن يعمّق فيهما الشعور بمحبته، وبالتالي تزداد محبتهما له؛ لأنه بقدر ما يزداد شعورنا بمحبته بقدر ما يزداد تجاوبنا معه صدى لحبه "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً" ( 1يو 4: 19 ).

ولكي يكمل عمل نعمته فينا، فإنه يستعمل أحزان الحياة، ولكي يعمّق محبته في قلوبنا فإنه يعمّق أحزاننا أولاً. إن القديسين مدعوون للمجد الأبدي بعدما يكونون قد تألموا يسيراً ( 1بط 5: 10 ). وهكذا في طريقنا للمجد نستطيع أن نتمتع بأشعة مجده بشكل ألمع بعد فترة من الآلام. وهذا ما حدث للأختين؛ فلقد كان عليهما أن تعانيا الحزن لفترة قصيرة إذ تأخر الرب ولم تصلهما كلمة واحدة منه. والأيام تمر وحالة لعازر تتدهور، وظل الموت يزحف على البيت، وأخيراً مات لعازر. لقد تألمتا لفترة، ولكنهما بعد ذلك رأتا مجده لأن "هذا المرض ليس للموت، بل لأجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به". للعيان كان هذا المرض للموت، ولكن في الحقيقة فإن هذا الموت قد استخدم لكي يظهر مجد المسيح وليعظم نصرته على الموت.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net