الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 19 سبتمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مجد الرب يسوع الملكي
تقلَّد سيفك على فخذك أيها الجبار، جلالك وبهاءك ... نبلُك المسنونة في قلب أعداء الملك. شعوب تحتك يسقطون ( مز 45: 3 -5)
هنا نشاهد مجد الرب يسوع الملكي يوم خروجه لمحاربة الأعداء، كقول الرائي "ثم رأيت السماء مفتوحة، وإذا فرس أبيض والجالس عليه يُدعى أميناً وصادقاً، وبالعدل يحكم ويحارب ... ومن فمه يخرج سيف ماضِ لكي يضرب به الأمم" ( رؤ 19: 11 -15).

ما هو السيف الذي سيتقلده؟ نجد في رؤيا19: 15 القول: "ومن فمه يخرج سيف ماضٍ لكي يضرب به الأمم" فالمسيح ليس له حاجة أن يمسك السيف في يده، بل كلمة فقط تخرج من فمه، يسقط على أثرها الناس صرعى. إن أنفاس الذين يتطاولون الآن عليه هي في يده، لكنه اليوم يُطيل آناته عليهم، بل ويخرج من فمه كلمات النعمة. لكن ماذا بعد أن تنتهي سنة الرب المقبولة؟ لا بد أن يأتي يوم انتقام لإلهنا ( إش 61: 2 )!

هناك تعليم خطأ يقول: إن بشارة النعمة والإنجيل سوف تنتشر في العالم كله، حتى يصبح كل العالم مسيحياً!! لكن الكتاب يعلمنا عكس ذلك، وهذا ما أخبر به سمعان قائلاً: "كيف افتقد الله أولاً الأمم ليأخذ منهم شعباً على اسمه" ( أع 15: 14 ). فالله لن يأخذ الأمم شعباً، بل سيأخذ من الأمم. وليست بشارة الإنجيل هي التي ستجعل العالم مسيحياً، ومع ذلك فسيأتي اليوم الذي فيه ستجثو باسم يسوع كل ركبة، عندما يتقلد الرب سيفه على فخذه، وبالعدل يحكم ويحارب. فإلى يوم ظهوره بالمجد والقوة سيكون هناك مَنْ ينطبق عليهم القول: "أعداء الملك".

إن الذي وقف يوماً في مجمع الناصرة وأعلن إعلان النعمة العجيب ( لو 4: 16 -21)، هو بذاته الذي سيتقلد السيف على فخذه في يوم قادمٍ ليدين كل مَنْ رفض هذه النعمة، وليعطي نقمة على الذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون الإنجيل ( 2تس 1: 7 -10). والأرض لن ترجع للمسيح إلا بالقضاء والدينونة القادمة ( إش 26: 9 ).

تأملي أيتها النفوس العزيزة، وخُذي لنفسك الدرس والعبرة: فإن المسيح في يوم ضعفه ( 2كو 13: 4 ) قال للآتين للقبض عليه "أنا هو (أو أنا أهيه)" ( يو 18: 5 ). "فلما قال لهم إني أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض". فإن كان قد فعل ذلك في يوم ضعفه، فماذا عساه يفعل في يوم قوته؟ وإن كانوا قد سقطوا أمامه في يوم نعمته، فماذا عساهم يفعلون في يوم نقمته؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net