الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 29 سبتمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كيف يتوقف النزيف؟
وامرأة بنزف دم ... تألمت كثيراً من أطباء كثيرين، وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئاً، بل صارت إلى حال أردأ ( مر 5: 25 ،26)
صديقي العزيز .. إذا لم تكن قد تعرّفت على الرب يسوع المسيح مخلصاً شخصياً لك، فأنت بالتأكيد بائس ومسكين تماماً مثل هذه المرأة المسكينة، كانت تنزف دماً ... وكانت حالتها تتأخر من رديء إلى أردأ. لقد أنفقت، وتألمت، ولم تنتفع شيئاً، بل صارت إلى حالٍ أردأ. وها أنت مثلها تماماً: تستنفذ عصارة حياتك لتجد السعادة، ولكنك تنفق ولا تنتفع شيئاً، لأنك تبحث عن الشبع والاكتفاء وعن الشفاء من تعاستك عند أطباء كثيرين .. طبيب النجاح العالمي والعلمي .. طبيب الصيت والشهرة .. طبيب الشهوات والمسرات العالمية .. طبيب المال والمقتنيات .. وكل هؤلاء أطباء بطّالون؛ ولكن الحاجة إلى واحد ( لو 10: 42 ). وعبثاً تحاول أن تشبع النفس بالمسرات العالمية أو الأمور الأرضية أو الشهوات الجسدية، فإن شبعها وراحتها في الرب نفسه. ويا له من خطأ وجهل فاضح أن تترك الينبوع الذي يفيض بوفرة وغزارة ليروي العطشان، وتحفر الآبار المشققة التي فيها الخيبة والفشل واليأس.

ولكن تعلَّم الحكمة من هذه المرأة البائسة، التي بعد أن أعيتها الحيلة، وبعد أن فرغت جعبتها، وبعد أن أنفقت كل ما لديها دون نفع أو طائل، وبعد أن انتُزع من قلبها كل أمل في أية مساعدة بشرية، وبعد أن نضب من أمامها كل معين إلا ذاك النبع الدائم الجريان، نبع المحبة الفدائية. في هذه الحالة، حالة الشقاء التام، أتت إلى الرب يسوع "لأنها قالت إن مَسَسَت ولو ثيابه شُفيت". وتبارك اسم الرب فإنه لم يُخزِ إيمانها. وأي شخص غيرها أتى للرب يسوع بالإيمان وأصابه الخزي؟ لا أحد، لأنه مكتوب "مَنْ يُقبل إليَّ لا أخرجه خارجاً" ( يو 6: 37 ). إنه الطبيب العجيب الذي لا يتقاضى عن شفائه أجراً، إن كل عطاياه هي "مجاناً" ( رؤ 21: 6 ) "بلا فضة وبلا ثمن" ( إش 55: 1 ). إن المرأة، بمجرد أن لمست ثوبه "للوقت جفَّ ينبوع دمها". لقد نالت شفاءً لحظياً .. شفاءً كاملاً وأبدياً .. شفاءً مجانياً .. هذا هو الرب .. لقد انصرفت من أمامه إلى بيتها، ليس فقط متمتعة بالشفاء الجسدي، بل بما هو أفضل وأهم، ببركة السلام لنفسها وروحها "اذهبي بسلام".

عزيزي .. هل تمتعت بهذه النعمة الغنية المتفاضلة؟

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net